وثيقة رسمية: برنامج الغذاء العالمي وزع مواد إغاثية تالفة على نازحي مأرب

فجّرت مذكرة رسمية صادرة عن مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة مأرب، فضيحة جديدة تتعلق ببرنامج الغذاء العالمي في اليمن، بعد كشفها عن توزيع مواد إغاثية تالفة – بينها دقيق مسوّس وأرز – على مئات الأسر النازحة في مخيمات المحافظة.

المذكرة، المؤرخة في 6 أغسطس/ آب 2025، والموجهة إلى الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، أفادت بأن البرنامج صرف كميات كبيرة من الدقيق التالف تجاوزت ألف كيس، قبل أن تتدخل فرق التفتيش التابعة للمكتب وتضبط ما تبقى من الشحنة. 

وأكدت الوثيقة أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، محذرة من استمرار صرف المواد دون التأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.

وشددت المذكرة على ضرورة الالتزام بالآلية المعتمدة، التي تنص على عدم صرف أي مواد غذائية قبل التحقق من سلامتها، مع المطالبة بتعويض المتضررين.

كما كشفت محاضر الضبط المرفقة عن اختلالات في صلاحية المخازن المخصصة لتخزين المواد الإغاثية، ما يثير مخاوف بشأن جودة الشحنات المستقبلية.

الناشط عبدالقادر الخراز، الذي نشر الوثيقة عبر صفحته على فيسبوك، تساءل عن الإجراءات التي ستتخذها الوحدة التنفيذية تجاه هذه الفضيحة، وعن مدى استعداد الجهات المعنية لمحاسبة البرنامج الأممي والمتسببين في الحادثة، أو الاكتفاء باستبدال الكميات التالفة، إضافة إلى دور مؤسسة إتلاف الخير – الشريك المحلي لبرنامج الغذاء العالمي – في عمليات التخزين والتوزيع.

في السياق، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأحد المتضررين، توثق بوضوح حالة التلف التي أصابت المواد الموزعة، وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للبرنامج الأممي.

من جانبهم، اعتبر حقوقيون ومراقبون أن التقاعس عن محاسبة المتورطين في توزيع مواد غذائية تالفة، يمثل شراكة في ما وصفوه بـ"الجرائم الإنسانية المستمرة" بحق النازحين، داعين إلى فتح تحقيق شفاف وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات التي تهدد صحة وحياة المواطنين.