من ضمّني لن أتركه وحده. وكلمة السامعي بلاغ رسمي قبل السقوط!"
عبدالوهاب قطران
تأخرت بالتضامن مع الصديق الصدوق / الفريق سلطان السامعي،
لأني منذ يومين في البلاد منشغل بمشاكل أسرية في همدان،
ولا فتحت النت إلا الليلة،
فإذا بي أُفاجأ أن السامعي ترند،
ومقابلته على قناة الساحات أشعلت نيران الغضب في صدور بعض متزلفي جماعة أن ..صار.. الله،
فانهالوا عليه بالسباب والشتائم،
واتهموه بالتزلف والتمجنن،
وقالوا له: "استقل وروّح تمجنن براحتك!"
وطالبوه بالاعتذار !
وأنا أقولها بصوت عالٍ:
الفريق سلطان السامعي قال ما يجب أن يُقال،
بصوت جريء، وضمير حي، ومن موقع رسمي لا يستطيع كثيرون الوصول إليه ولا تحمّل تبعاته.
حذّر الرجل من انهيار شامل تعيشه مؤسسات الدولة في صنعاء،
وأكد أن الجماعة باتت مخترقة أكثر من حزب اللh نفسه، وأكثر من إيران،
وأن من يحكم فعليًا بصنعاء جهة خفية لا يعرفها أحد!
وأن أعضاء المجلس السياسي الأعلى، بمن فيهم هو، لا يحكمون!
وأن الحكومة الحالية تم تعيينها واختيار وزرائها دون علمهم ولا موافقتهم!
وتحدث بوجع عن فاسدين ومتهبّشين،
دخلوا حفاة عراة… واليوم صاروا يمتلكوا الشركات والوكالات ومليارات الدولارات،
يسيطرون على مفاصل الدولة، أهمها شركة النفط!
وسألهم: من أين لكم هذا؟!
وطالب بمحاكمتهم ومحاسبتهم فورًا،
محذرًا أن الشعب قادر على قلب الطاولة على الجميع،
وأنه إن لم تُفتح ملفات الفساد، فسيفتحها الشعب بطريقته!
وقالها صراحة:
"إذا لم تحاسبوا، سيحاسبكم الشعب… والسقف سيسقط على الجميع."
وقالها صراحة هذه ليست مقابلة إعلامية، بل بلاغ رسمي للنائب العام والجهات المعنية.
بل بلاغ لكل من تبقى لديه ضمير.
وتحدث عن خروج ما يقارب 150 مليار دولار من رؤوس الأموال الوطنية خارج اليمن،
بسبب الفساد وسوء الإدارة وتطفيش المستثمرين،
واتهم صراحة وزارتي المالية والتجارة بأن قراراتهم الكارثية سبب مباشر لهجرة رأس المال الوطني.
ودعا إلى مصالحة وطنية شاملة، من صعدة للمهرة،
تقاسم للسلطة والثروة، وسلام مشرف لا يُقصي أحد.
وقالها:
" أنا لا اصبّ زيت على النار… أنا أصب ماءً عليها."
وانتقد حكم الإعدام الصادر بحق أحمد علي عبدالله صالح،
واعتبره قرارًا سياسيًا متسرعًا، لا يخدم المصالحة بل يعمّق الانقسام،
وقال:
"توقيت الحكم خطأ… وكان الأفضل السكوت… وقولوا عني ما شئتم."
هذا هو الفريق سلطان السامعي…
رجل قال كلمته وهو يعرف أن الثمن سيكون باهظًا،
لكن الشجعان لا يصمتون حين تكون الكلمة واجبًا.
وأنا شخصيًا، لن أنسى وقفته الرجولية معي حين كنت مغيبا ومعتقلًا،بالزنازن الانفرادية بسجون المخابرات بصنعاء..
فكان أول من وقف معي،بالسلطة
وضمنني عند زعيم الجماعة نفسه،
يوم صمت الكثيرون واختبأوا…
وكان هو كما عهدته دومًا، رجل مواقف ،شهم لا يخذل اصدقائه.
فمن الوفاء أن أقف اليوم معه كما وقف هو معي.
"من ضمّني لن أتركه وحده… تضامنًا الكامل مع سلطان السامعي