إعلان دولة من بيروت!
ما يحدث في بيروت اليوم تحت ستار تشييع حسن نصر الله، هو إعلان رسمي من إيران وأذرعها الطائفية، للنسخة الجديدة من تحالفهم الطائفي المستقبلي.
عملية تجميع قيادات الحزب العلوي الهاشمي من كل الدول العربية الإسلامية إلى بيروت، هي رسالة حربية واضحة المعالم، موجهة حصرًا إلى العالم العربي والإسلامي.
بلا شك، أن إيران لا زالت مستميتة لفرض دولة طائفية لها في منطقة شبه الجزيرة العربية، بمكون هاشمي علوي، عابرة للحدود وللهويات العربية الوطنية، تحت قيادة ولي فقيهها، ولذا من الخطأ التقليل أو التهاون أمام تلك المحاولات.
بلا شك، أن سقوط حسن نصر الله وبشار الأسد، أفقد نظام الملالي أعمدة رئيسة، كانت تحمل الجزء الكبير لحلم الدولة العلوية في المنطقة، ولكن مشروعهم الطائفي لم ينهزم، فلهم خبرة هائلة متراكمة في الكُمون والعمل بصمت وطول بال، لتخليق قيادات عقائدية عمياء، وكسب أخرى بأدوات الترغيب والتهديد.
دعم اليمنيين لإسقاط المخلب الإيراني في اليمن، سيُمثل إضافة وازنة لجهود القضاء على مهددات الأمن والسلم الدوليين في المنطقة العربية، خصوصًا أن هناك إصرارا إيرانيا لتحويل عبدالملك الحوثي إلى وكيل لهم يخلف حسن نصر الله وبشار الأسد، واليمن إلى ضاحية جنوبية بديلة، تستقطب الدعم العسكري والعقائدي الفائض؛ الذي كان يوجه إلى سوريا ولبنان.
واليمن كما هو معروف، سيُمثل تهديدا أوسع وأخطر من التهديدات التي كانت تأتي من نظام الأسد ومن قِبل حسن نصر الله، بسبب موقعه الجغرافي الهام، وتضاريسه الصعبة، وكثافة سكانه وفقرهم.
تحتاج دول المنطقة إلى التكاتف والعمل المشترك لمواجهة تلك المخاطر؛ عبر سياسات وخطط جادة وواضحة وحاسمة وحازمة، وهي مخاطر أراها مهددة وجودية للجميع.