روسيا تتهم الناتو باستهداف بنيتها التحتية البحرية في "حرب الكابلات".. وتحقيقات أوروبية حول سفينة صينية مشبوهة
عملية تمديد الكابلات البحرية - بلومبرغ
اتهم مسؤول أمني روسي رفيع، الجمعة، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصعيد التهديدات ضد البنية التحتية الحيوية للموانئ والكابلات البحرية الروسية، في وقت تُجري دول أوروبية تحقيقات موسعة حول اشتباه بتورط سفينة صينية في تخريب كابلات اتصالات رئيسية ببحر البلطيق.
وقال جريجوري مولتشانوف، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، إن الحلف يعمل على تطوير وثائق عقائدية لتنفيذ عمليات عسكرية في قاع البحر، معتبراً ذلك "بيئة قتالية جديدة" تضيفها دول الحلف إلى ساحات البر والجو والفضاء الإلكتروني.
وأشار مولتشانوف، وفقاً لوكالة "ريا نوفوستي"، إلى أن الناتو يعزز قدراته البحرية لاستهداف مرافق الموانئ الروسية، داعياً إلى تعزيز المراقبة ورفع مستوى الحماية للبنية التحتية تحت الماء.
وأوصى مجلس الأمن الروسي بتحليل التهديدات واتخاذ إجراءات "لتحييدها"، في خطوة تعكس مخاوف موسكو المتزايدة من استهداف مواردها الاستراتيجية.
تحقيقات أوروبية: سفينة صينية في دائرة الاتهام
وجاءت التصريحات الروسية بالتزامن مع إعلان السويد فتح تحقيق حول تقارير عن تضرر كابل اتصالات جديد في بحر البلطيق، بعد أيام من إصابة كابلين آخرين يربطان فنلندا بألمانيا والسويد بليتوانيا.
واتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس جهات غير محددة بـ"التخريب المتعمد"، بينما ركزت التحقيقات على السفينة الصينية "Yi Peng 3"، التي غادرت الميناء الروسي "أوست-لوجا" في 15 نوفمبر، وربطتها بيانات الملاحة بموقع وزمان تضرر الكابلات.
وحاصرت سفن حربية أوروبية السفينة الصينية لأسبوع في المياه الدولية، وسط مخاوف من تصاعد التوتر مع بكين، وتوجيه اتهامات غير مباشرة لموسكو بـ"التحريض" على الحادث.
وتُعد الكابلات البحرية عصب الاتصالات العالمية، حيث تنقل 99% من بيانات الإنترنت بين القارات، وتتعرض بشكل متكرر لأضرار بسبب أنشطة الصيد أو الكوارث الطبيعية.
ومع تصاعد التنافس الجيوسياسي، خصوصاً في القطب الشمالي، أصبحت هذه الكابلات ساحة صراع خفية بين روسيا وحلف الناتو، حيث تسعى موسكو لتعزيز نفوذها في المناطق الغنية بالموارد، بينما يعمل الحلف على تأمين البنى التحتية الحيوية لحلفائه.
وسبق أن تسببت كوارث طبيعية، مثل زلزال غرب إفريقيا في مارس 2023، في انقطاع كابلات اتصالات وأضرت باقتصادات دول مثل كوت ديفوار وليبيريا.
لكن الأضرار الأخيرة في البلطيق تحمل بصمة "التخريب المتعمد"، وفقاً لخبراء، ما يرفع احتمالية أن تكون جزءاً من حرب غير معلنة تستهدف شل قدرات الخصوم الاقتصادية والعسكرية.