يتحدثون عن مشروع... لكنهم بلا مشروع، لا ديني ولا سياسي

سلطة بلادنا من أغرب سلطات العالم؛ نظرًا لبعض تصرفاتها، حيث أنها تجمع بين الفساد والتدين في آن واحد.
 فهي تمارس الفساد في نفس الوقت الذي تعظ الناس بتركه، وتعين الفاسدين وتشكوا للشعب فسادهم وهي من عيّنتهم.  

تردد تلاوة القرآن في مكبرات الصوت -حتى على مستوى الجولات-  وتعظ الناس أكثر الأوقات، ولكن الفاسد لا زال في مكانه والفساد لم ولن يتغير!!

 تارة تقدم نفسها أنها قائدة ثورة التغيير والحاكم المتحدي للعالم لفرط قوتها، وتارة تقدم نفسها أنها معارضة وتُحمّل الجهات الرسمية مسؤولية الاختلالات.

(سلطة بلا مسؤولين، ومسؤولون بلا سلطة)، والشعب من يدفع ثمن كل ذلك العبث،

 إن خاطبت المسؤول سبقك بالشكوى من الوضع، وإن بالغت في النقد اتهموا أسلوبك، إن تحدثت عن حال الشعب ومعاناته ذكّروك بالعزّة التي نحن فيها -حسب زعمهم-، وإن بالغت في الشكوى، قالوا: ألا تعلم أننا في عدوان؟ وإن قلت: إذًا العدوان ينبغي أن ينتهي بالحوار والتفاهم؛ نظرًا لمعاناة الشعب، قالوا: مشروعنا عالمي لا يتقيد بجغرافيا معينة فهو مشروع يتجاوز كل الحدود ولازال "القدس" ينتظرنا!!

 فإن قلت: الشعب تعب وصار يعاني..، زوّدوك بموعظة التّولي أو التّسليم المطلق!

وإن قلت: فساد مسؤوليكم من تسبّب في معاناة الشعب، قالوا: لديك تراجع في الوعي.

وإن تحدثت عن علماء دين، قالوا: هؤلاء أصحاب ثقافات مغلوطة، نحن الوحيدون في هذا العالم مسيرتنا قرآنية وأعلامنا قُرناء القرآن.
إن تحدثت عن نهضة دول وتطورها اقتصاديًا وتنمويًا..، قالوا: دول متطورة لكنها بلا مشروع مثلنا!

يتحدثون عن مشروع لكنهم بلا مشروع، لا ديني ولا سياسي، مشروعهم أشخاصهم فقط،
 يتقمصون الله في شخصوهم، فهم الناطقًون باسمه، وتوجيهاتهم انعكاس لتوجيهاته، إن نالوا منكً ومن ممتلكاتك اعتبروه تمكينا إلهيا وتاييدًا من الله، ومخالفتهم مخالفة لله!

يدّعون تمثيل النبي برابط الانتساب أكثر من رابط الاتباع لنهجه، ومثله الإمام علي.
ويدّعون تمثيل القرآن، ولكنه تمثيل احتكار وتفرد وليس تمثيل تطبيق.
يفتكون بك ثم يقومون بتأبينك وإحياء ذكراك وأربعينيتك!!

إن نصحتهم اعتبروا التفاعل مع نصحك انتقاص من مكانتهم وقدَاسَتهم؛ لدرجة أن أحدهم أجاب عليّ بقوله: إني أعلم ما لا تعلمون.

فما أشبهها بثورة "بني العباس" مع فارق بسيط...