الصحة العالمية: الصراع يحول الكوليرا إلى تهديد قاتل وتوثيق قرابة 70 ألف إصابة في اليمن

حذّرت منظمة الصحة العالمية من استمرار تفشي وباء الكوليرا على مستوى العالم بوتيرة مقلقة، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 390 ألف إصابة و4,300 وفاة منذ مطلع العام في 31 دولة، بينها اليمن والسودان وتشاد والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.

ووفقاً لتقرير المنظمة، فإن اليمن يُعد من أكثر البلدان تضرراً في المنطقة، حيث تم توثيق أكثر من 60,794 إصابة و164 وفاة خلال الأشهر الماضية، في ظل تدهور البنية التحتية الصحية ونقص خدمات المياه والصرف الصحي وانتشار النزاعات المسلحة، ما جعل ملايين اليمنيين عرضة للوباء.

وقالت كاثرين ألبيرتي، المسؤولة التقنية لشؤون الكوليرا في المنظمة، إن هذه الأرقام "لا تعكس الحجم الحقيقي للكارثة، لكنها تكشف فشلاً جماعياً"، مؤكدة أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، غير أن الصراعات والفقر وسوء الخدمات تجعل مواجهته أكثر صعوبة.

وأشارت المنظمة إلى أن الصراع في اليمن أجبر آلاف العائلات على النزوح إلى مخيمات مكتظة تفتقر إلى المياه النظيفة والحد الأدنى من الرعاية الصحية، وهو ما يهيئ بيئة مثالية لانتشار الكوليرا وأمراض معدية أخرى، وسط ضعف القدرة الاستيعابية للمستشفيات والمراكز الصحية.

ولفت التقرير إلى أن الطلب العالمي على لقاحات الكوليرا تجاوز بكثير مستويات الإنتاج، رغم تحقيق معدل قياسي بلغ 6 ملايين جرعة شهرياً منذ ديسمبر الماضي، فيما تلقت المجموعة التنسيقية الدولية 38 طلباً من 12 بلداً هذا العام، بينها اليمن، لتغطية حالات التفشي الطارئة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن الأوضاع في اليمن والسودان على وجه الخصوص "تبعث على قلق شديد"، داعية المجتمع الدولي إلى تعبئة تمويل عاجل وضمان وصول آمن للإمدادات والكوادر الطبية، إضافة إلى الاستثمار في حلول طويلة الأمد تشمل توفير المياه والصرف الصحي وتعزيز نظم المراقبة الوبائية.