هدايا وعملات مشفرة.. اتهامات لترامب بالفساد واستغلال النفوذ

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة جديدة من الاتهامات بالفساد، بعد إعلان قبوله طائرة بوينغ بقيمة 400 مليون دولار كهدية من قطر، إلى جانب استثماراته المثيرة للجدل في العملات المشفرة والعقارات.

منذ عودته إلى البيت الأبيض، تصاعدت الاتهامات ضد ترامب باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية. وفقاً لنوا بوكبايندر، رئيس جمعية "كرو" لمكافحة الفساد، فإن "الفساد أصبح أكثر وضوحاً وخطورة مقارنة بولايته الأولى". الاتهامات تركز على قبول هدايا باهظة، مثل الطائرة القطرية، وتورطه في مشاريع مالية غامضة، خاصة في مجال العملات المشفرة، التي يصعب تتبعها.
اتهامات الفساد تلاحق ترامب

أثارت خطة ترامب لقبول طائرة بوينغ 747-8 من قطر جدلاً قانونياً وسياسياً. الطائرة، التي وُصفت بـ"القصر الطائر"، تُقدر قيمتها بـ400 مليون دولار، ويخطط ترامب لاستخدامها كطائرة رئاسية قبل نقلها إلى مكتبته الرئاسية. الدستور الأمريكي يحظر على المسؤولين قبول هدايا من دول أجنبية دون موافقة الكونغرس، وفقاً لمادة المكافآت الأجنبية.

تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وصف الهدية بـ"أكبر رشوة رئاسية في التاريخ الحديث"، محذراً من تهديدها للأمن القومي. توني كارك، من جمعية "أكاونتبل يو إس"، قال إن قطر "أدركت أن هذه الرئاسة برسم البيع". على الجانب الآخر، أكد البيت الأبيض التزامه بـ"أقصى درجات الشفافية"، واعتبر ترامب رفض الهدية "غباءً".

استثمارات مشبوهة؟

تزيد استثمارات ترامب في العملات المشفرة من حدة الاتهامات. يروج ترامبلعملته الرقمية، ويقيم فعاليات حصرية لكبار المستثمرين، مثل مأدبة عشاء في 22 مايو بنادي غولف خاص، مع دعوات خاصة لزيارة البيت الأبيض. منظمات مكافحة الفساد، مثل "كرو"، تعبر عن قلقها من صعوبة تتبع هذه العمليات، خاصة مع إدارة ترامب المكلفة بتنظيم هذا القطاع.

كما أثار إعلان صندوق "إم جي إكس" الإماراتي استثمار ملياري دولار في منصة "بينانس" باستخدام عملة مرتبطة بعائلة ترامب شكوكاً حول تضارب المصالح.

وتواجه اتهامات ترامب عقبات قانونية بسبب غموض تطبيق مادتي المكافآت الأجنبية والداخلية في الدستور. لم تبت المحكمة العليا في قضايا مماثلة، مما يزيد الجدل حول "الصفة القانونية" للمدعين. في ولايته الأولى، رفضت محاكم دعاوى ضد ترامب بشأن مدفوعات أجنبية لشركاته، مثل فندق ترامب الدولي، لعدم أهلية المدعين.

قانون الهدايا والأوسمة الأجنبية يسمح بقبول هدايا أقل من 480 دولاراً، أو دفع قيمتها السوقية، لكن هدية بقيمة الطائرة تتطلب موافقة الكونغرس. قلق بعض الجمهوريين، مثل جون ثون وراند بول، وبعض الإعلاميين المحافظين، كبن شابيرو، يشير إلى تصاعد الضغط الداخلي على ترامب.