اشتباكات دامية وحظر تجوال.. تفاصيل التصعيد الأمني في اللاذقية السورية

أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، معقل عائلة الأسد، غرب سوريا عن فرض "حظر تجوال حتى الساعة العاشرة صباحًا" يوم الجمعة، بعد مواجهات واشتبكات خلفت عشرات القتلى.

جاء قرار فرض حظر التجوال بعد سلسلة من الهجمات العنيفة غير المسبوقة التي نفذها مسلحون موالون لبشار الأسد في غرب سوريا، وفقًا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هذه الهجمات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة ذات الغالبية العلوية، والتي ينتمي إليها الأسد، توترًا ملحوظًا.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن "28 مسلحًا مواليًا للأسد قد قتلوا بنيران قوات الأمن في مدينة جبلة ومحيطها"، مشيرًا إلى أن "16 عنصرًا من قوات الأمن قد لقوا حتفهم جراء هجمات وكمائن" نفذها المسلحون في ذات المنطقة الواقعة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية.

هذه الهجمات تشكل واحدة من أعنف الهجمات ضد السلطة الجديدة منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وتعد أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد برصاص الموالين للأسد، مما يثير مخاوف من انفجار الوضع في منطقة الساحل السوري.

وبدأت هذه التوترات في بلدة بيت عانا، التي تعد مسقط رأس العقيد سهيل الحسن، أحد أبرز القادة العسكريين السابقين في الجيش السوري خلال فترة حكم الأسد، وذلك بعد أن منعت مجموعة من الأهالي قوات الأمن من توقيف شخص مطلوب بتهمة تجارة الأسلحة.

إثر ذلك، أطلقت قوات الأمن حملة أمنية في المنطقة، تخللها اشتباكات مع مسلحين لم يتمكن المرصد السوري من تحديد هويتهم أو الجهة التي يتبعون لها. فيما بعد، أفاد المرصد بأن "مروحيات سورية قد شنت ضربات على المسلحين في بيت عانا وأحراش في محيطها"، بالتزامن مع قصف مدفعي على قرية مجاورة.

يُذكر أن مدينة اللاذقية، التي تقطنها غالبية علوية، شهدت في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد توترات أمنية ملحوظة، لكن حدتها تراجعت في الآونة الأخيرة، قبل أن تعود هذه الاضطرابات لتتصاعد مجددًا.