حركة دبلوماسية مكثفة للملك الأردني رفضا لتهجير الفلسطينيين قبل أيام من لقائه ترامب
afp_tickers
غداة الطرح المدوّي للرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيطرة واشنطن على غزة وترحيل سكّان القطاع الفلسطيني، كثّف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء، قبيل أيام من سفره إلى واشنطن للقاء الملياردير الجمهوري، مساعيه الدبلوماسية الرامية لتأكيد رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسّكها بحلّ الدولتين.
واستقبل الملك في عمّان الأربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأجرى سلسلة اتصالات هاتفية شملت خصوصا أمير قطر ووليّ العهد السعودي والرئيس الإماراتي والأمين العام للأمم المتحدة.
وتأتي هذه الحركة الدبلوماسية المكثفة قبل أيام من توجّه الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن للقاء ترامب في 11 شباط/فبراير الجاري.
والملياردير الجمهوري الذي دعا مرارا إلى نقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر، البلدين اللذين سارعا إلى رفض فكرته هذه، ذهب أبعد بكثير الثلاثاء باقتراحه أن تسيطر بلاده على قطاع غزة المدمّر جراء 15 شهرا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وتحوّله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” ويصبح “ملكا” لها.
– “تثبيت الفلسطينيين على أرضهم” –
والأربعاء، قال الديوان الملكي في سلسلة بيانات إنّ العاهل الأردني أكّد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني “ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”، مشددا على “ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم”.
كما أكّد الملك “ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حلّ الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جهة أخرى، نقل البيان عن عبّاس تثمينه “موقف الأردن الراسخ” في “دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه ونيل حقوقه المشروعة”.
كما بحث الملك عبد الله في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التطورات في غزة، مؤكّدا “ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
كما أكّد على “ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، وتكثيف الجهود العربية والدولية لضمان استدامة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية في القطاع”.
وأجرى العاهل الأردني أيضا اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحث معه في “التطورات في المنطقة، لا سيما الأوضاع الخطيرة في غزة”.
ودعا الملك إلى “تكثيف الجهود عربيا ودوليا لدعم الشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة وتثبيته على أرضه”، مشددا على “ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
– “ليس على حساب أمن واستقرار الأردن” –
كما بحث العاهل الأردني في اتصال هاتفي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “ضرورة التنسيق العربي للتعامل بفاعلية مع قضايا المنطقة”، مؤكّدا أنّ “أيّ حلّ لن يكون على حساب أمن واستقرار الأردن والمنطقة”.
كما أجرى العاهل الأردني اتصالا هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد خلاله “ضرورة دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة” ورفضه “أية محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبّر بعد لقائه ترامب الثلاثاء عن ثقته بأن التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيحصل.
وسارعت الرياض الأربعاء إلى القول إنّها “لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”، مضيفة “أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.
وأكدت السعودية “رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضمّ الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.