ترامب يلقي باللوم على بايدن وأوباما بعد حادث اصطدام الطائرتين

جانب من عمليات الإنقاذ بعد تحطم طائرة أميركية من طراز إيجل في نهر بوتوماك بالقرب من مطار رونالد ريجان الوطني في واشنطن. - Reuters

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، الرئيسين السابقين الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن بـ"وضع المصالح الحزبية أولاً، على حساب الأمن ومعايير السلامة" في قطاع الطيران، وذلك بعد تصادم طائرة ركاب محلية تابعة لشركة "أمريكان إيرلاينز" على متنها 64 راكباً، وطائرة هليكوبتر من طراز "بلاك هوك" تابعة للجيش الأميركي تحمل 3 جنود، وتحطمها في نهر بوتوماك بالقرب من مطار ريجان الدولي في واشنطن.

وأوضح ترامب خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، أن السلطات "لا تعرف" بعد سبب الحادث، لكنه أضاف: "لدينا بعض الآراء القوية والأفكار واضحة للغاية".

وأعرب عن أسفه لـ"تحول العمل حالياً لمهمة انتشال الضحايا، حيث لا يوجد أي ناجين"، وتابع: "كان هناك مواطنون روس من بين الضحايا، وكانوا ضمن الوفد الروسي، ومجموعة موهوبة للغاية. للأسف، كانوا على متن الطائرة.. ونحن نعرب عن خالص أسفنا لهذه الخسارة الكبيرة".

وأردف: "على مر السنين، رأينا حوادث مثل هذه، ونسمع دائماً عبارة معتادة: نحن نحقق في الأمر، وبعد 3 سنوات يصدرون تقريراً. لكننا نعتقد أن لدينا أفكاراً واضحة عما حدث، وسنعمل على معرفة الحقيقة الكاملة، وسنضمن ألا يتكرر هذا الحادث مرة أخرى".

وذكر أن "إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) والمجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) والجيش الأميركي يجرون تحقيقاً شاملاً ومنهجياً"، متهماً الرئيسين السابقين الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن بـ"وضع السياسات والمصالح الحزبية أولاً، على حساب الأمن".

وأردف: أنا أضع السلامة أولاً.. لكن سياساتهم كانت مروعة، وأولوياتهم السياسية أسوأ بكثير"، مشيراً إلى أنه وقّع، الأسبوع الماضي، أمراً تنفيذياً "يعيد فرض أعلى معايير التوظيف لمراقبي الحركة الجوية".

وعن وزير النقل السابق في عهد بايدن، بيت بوتيجيج، قال ترامب: "إدارة الطيران الفيدرالية تخضع لإشراف الوزير بيت بوتيجيج، وكما تعلمون، فإن كل شيء قد أُدير بشكل سيئ منذ أن تولى وزارة النقل. إنه كارثة، وكان كارثة أيضاً عندما كان عمدة حيث أغرق مدينته، والآن هو كارثة في إدارة النقل، إنه فقط يجيد الكلام المعسول، لكنه لا يفعل شيئاً".

وتابع: "وزارة النقل، وهي الوكالة الحكومية المسؤولة عن تنظيم الطيران المدني، تضم 45 ألف موظف، وقد أوصلها بوتيجيج إلى الحضيض بسياساته القائمة على التنوع. كان لا بد لي من قول ذلك، لأن الوضع مروع".

"كان يمكن منع الاصطدام"

من جهته، قال رئيس قطاع الإطفاء في مقاطعة كولومبيا جون دونيلي في مؤتمر صحافي في المطار، إنه "جرى انتشال 28 ضحية من النهر حتى الآن"، واصفاً الحادث بأنه "أخطر كارثة جوية أميركية منذ أكثر من عقد".

وأوضح، أن "الجزء الذي يعمل فيه الغواصون يبلغ عمقه حوالي 8 أقدام، وهو مظلم مع وجود قطع جليدية"، مضيفاً: "جهود البحث من المرجح أن تستغرق أياماً".

من جهته، قال وزير النقل الأميركي شون دافي، إن "الاصطدام كان يمكن منعه"، موضحاً أن التواصل بين الطائرة وبرج مراقبة الحركة الجوية كان بشكل تقليدي، لكنه أضاف: "الطيارون ذوو خبرة، ومن الواضح أن شيئاً ما حدث هنا.. لقد حدث خطأ".

وبعد أن أشار إلى أن المجال الجوي "المزدحم ليس بالأمر غير المعتاد في العاصمة واشنطن"، قال: "لن أدخل في الكثير من التفاصيل، لأن التحقيق لا يزال جارياً.. طائرات الهليكوبتر العسكرية تحلق غالباً فوق النهر، وكل شيء كان عادياً قبل الحادث".

وأكد أن المحققين لديهم "مؤشرات مبكرة لما حدث هنا".

البنتاغون: طيارونا يملكون خبرة جيدة

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن الجنود الثلاثة على متن الطائرة الهليكوبتر "بلاك هوك" كانوا "يتمتعون بخبرة جيدة، ويضعون نظارات رؤية ليلية، ويقومون بمهمة تدريب سنوية وقت وقوع الحادث".

وذكر وزير الدفاع بيت هيجسيث في رسالة مصورة، أن "فريقاً خاصاً من المحققين وصل بالفعل إلى موقع سقوط حطام الطائرة"، وإنه يتوقع إجابات قريباً عما إذا كانت الطائرة الهليكوبتر تحلق في الممر الجوي المخصص لها، وعلى الارتفاع الصحيح وقت الاصطدام.

وأكد أن وحدة الجيش المعنية كانت في حالة توقف عن العمليات لمدة 48 ساعة.

وسقطت الطائرتان في نهر بوتوماك بعد اصطدامهما في الجو بالقرب من مطار ريجان الوطني في واشنطن، مساء الأربعاء. وأكدت شركة "أميركان إيرلاينز"، أن "60 شخصاً وطاقماً من 4 أفراد كانوا على متن الطائرة".

وكان من بين الركاب على متن الطائرة متزلجون على الجليد وأفراد من أسرهم ومدربون عائدون من فعاليات في ويتشيتا بولاية كانساس، ومنهم بطلا العالم السابقان المولودان في روسيا يفجينيا شيشكوفا وفاديم نوموف.

وقع الاصطدام في الجو خلال اقتراب طائرة الركاب القادمة من ويتشيتا بولاية كانساس من مطار ريجان للهبوط. وتُظهر الاتصالات اللاسلكية بين برج مراقبة الحركة الجوية وطائرة الهليكوبتر أن طاقم طائرة "بلاك هوك" كان على علم بأن طائرة الركاب قريبة منه.

وكانت رحلة "أميركان إيجل" رقم 5342 تديرها شركة PSA Airlines، وهي شركة فرعية إقليمية مقرها أوهايو تابعة لشركة "أميركان إيرلاينز".

وقالت شركة الطيران، إن الطائرة كانت من طراز CRJ-700، وهي من خط الطائرات الإقليمية التي تصنعها شركة "بومباردييه" الكندية، والتي بيعت لاحقاً لشركة ميتسوبيشي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أميركان إيرلاينز" روبرت أيسوم، إن "الطيار يمتلك نحو 6 سنوات من الخبرة في الطيران"، مضيفاً أن "الشركة تتعاون مع المجلس الوطني لسلامة النقل، الذي يحقق في الحوادث".