كوريا الجنوبية "قلقة" من اعتراف ترامب بـ"القوة النووية" لجارتها الشمالية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال لقاء جمعهما في هانوي. 28 فبراير 2019 - REUTERS
قالت كوريا الجنوبية، الثلاثاء، إن نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية شرط أساسي للاستقرار العالمي، جاء ذلك بعد أن وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيونج يانج، بأنها "قوة نووية"، ما أثار مخاوف بأن الولايات المتحدة قد تتجه نحو الاعتراف بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نووياً، حسبما ذكرت NBCNEWS.
وعندما تولى ترمب منصبه في الولاية الأولى، تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بتعزيز ترسانته النووية "بشكل كبير"، وكثف من تجارب الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ التي يمكن أن تضرب الولايات المتحدة.
وتطرق ترمب، الاثنين الماضي، إلى علاقته السابقة مع كيم، بأسلوب ودي، إذ سبق أن التقاه ثلاث مرات خلال ولايته الأولى، وقال الرئيس الأميركي أثناء توقيعه على سلسلة من الأوامر التنفيذية في المكتب البيضاوي: "الآن، أصبح قوة نووية.. أعتقد أنه سيكون سعيداً برؤيتي أعود"، مشيراً إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
كما وصف بيت هيجسيث، مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع، كوريا الشمالية بأنها "قوة نووية" خلال جلسة تأكيد ترشيحه للمنصب في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي.
وفي حين أنه من غير الواضح ما يعنيه ترمب وهيجسيث بـ"القوة النووية"، فقد امتنع المسؤولون الأميركيون لفترة طويلة عن استخدام العبارة؛ لأنها قد تشير إلى الاعتراف بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نووياً.
رفض كوريا الجنوبية
ورغم الجدل المتزايد حول ما إذا كان ينبغي للمجتمع الدولي أن يقبل الوضع النووي لكوريا الشمالية، ذكر الخبراء أن "القيام بذلك من شأنه أن يعطل التوازن الجيوسياسي في المنطقة بشكل كبير، وقد يؤدي إلى سباق تسلح، بما في ذلك التطوير المحتمل للأسلحة النووية من قبل كوريا الجنوبية، واليابان".
وقالت كوريا الجنوبية، الثلاثاء، إنه "لا يمكن الاعتراف أبداً بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نووياً".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية: "إن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية يظل مبدأ ثابتاً يدعمه المجتمع الدولي، بما في ذلك كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية: "نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية شرط أساسي للسلام والاستقرار الدائمين ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية، ولكن أيضاً في جميع أنحاء العالم، ويجب الاستمرار في السعي لتحقيقه".
ورغم أن نزع السلاح النووي كان الهدف منذ فترة طويلة، فقد توقفت المحادثات مع كوريا الشمالية منذ قمة ترمب وكيم في هانوي بفيتنام عام 2019، وهناك تكهنات بأن الرئيس الأميركي قد يسعى إلى عقد اجتماع شخصي آخر مع الزعيم الكوري الشمالي.
سؤال ترامب عن كيم
وسأل ترامب عن كيم، الاثنين الماضي، أثناء حديثه مع أفراد الخدمة الأميركية المتمركزين في كوريا الجنوبية، التي تستضيف ما يقرب من 30 ألف جندي أميركي، وقال خلال مكالمة فيديو من على المسرح في حفل القائد الأعلى: "كيف حال كيم جونج أون؟".
وذكر ليف إريك إيزلي، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إيهوا النسائية في رسالة بالبريد الإلكتروني: "بالنسبة لترامب، إنها حقيقة بسيطة أن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية، ومن الواضح أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية يجب أن تتفق لتجنب الحرب".
وأشار إيزلي إلى أن الخطر الذي يهدد سول هو أن الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لردع كوريا الشمالية عن تطوير برامجها للأسلحة، التي تعززت خلال إدارة جو بايدن، قد تتراجع إلى مرتبة أدنى في عهد ترامب.