سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة تحذر من تراجع نفوذ واشنطن في عهد ترامب

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على هامش الدورة 79 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. 25 سبتمبر 2024 - REUTERS

حذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة توماس جرينفيلد، في مقابلة مع "أسوشيتد برس"، من تكرار سيناريو تراجع النفوذ الأميركي في العالم خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس دونالد ترمب، على غرار ما حدث في فترة ولايته الأولى، مع تصدر الصين المشهد وملء الفراغ، وسط مخاوف من تحرك ما وصفتهم بـ"الخصوم".

وأضافت إنه خلال رئاسة جو بايدن، انخرطت الولايات المتحدة مرة أخرى مع العالم، وأعادت بناء التحالفات وتأسيس قيادة أميركا، قائلة: "هذه هي الهدية التي نسلمها للإدارة القادمة، وآمل أن يقبلوها بالروح التي تُمنح لهم بها".

وفي اجتماع قصير مع مرشحة ترمب، النائبة إليز ستيفانيك، أخبرتها توماس جرينفيلد أن "الأمم المتحدة مهمة، وأن من المهم ألا نتنازل عن أي مساحة لخصومنا"، فيما حذرتها من أن المنافسين "سيغيرون قواعد الطريق، لذا فإن القيادة الأميركية مهمة بشكل غير عادي"، بما في ذلك الأعضاء الدائمون روسيا والصين، المنافسان اللذان يتمتعان بحق النقض.

وقالت جرينفيلد إنها قدمت لستيفانيك نفس النصيحة التي تلقتها، وتابعت: "ستجلس (ستيفانيك) على الطاولة معهم على أساس يومي تقريباً.. لذا فمن المهم أن تعرف الأفراد الذين ستضطر إلى التعامل معهم، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء".

وأوضحت أن الطاولة الأكثر أهمية هي التي تتخذ شكل حدوة الحصان والتي يجلس عليها الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أقوى هيئة أممية تتولى مهمة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وذكرت أن الولايات المتحدة "لا بد أن تظل على الطاولة حتى نتمكن من التأثير والعمل مع النظام بأكمله لضمان نجاح النظام في تحقيق أهدافه للعالم".

وأضافت جرينفيلد أن الأمم المتحدة "ليست مثالية بالطبع وتحتاج إلى إصلاحات"، مؤكدة على أهمية الأمم المتحدة في التعامل مع القضايا العالمية الكبرى، من الحرب إلى المساعدات الإنسانية والحاجة إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي.
فشل حل الأزمات العالمية

وفي خطابها الأخير أمام مجلس الأمن، ركزت جرينفيلد على السودان، قائلة إنها تتمنى أن يكون هناك حل لأزمة واحدة يواجهها العالم مثل غزة وأوكرانيا والكونجو وغيرها من النقاط الساخنة.

وقالت إن الأمم المتحدة والعالم "يتعين عليهما أن يكونا أكثر استباقية في مشاركتنا لمحاولة إنهاء هذه الصراعات. السودان، حيث تسبب القتال الذي دام قرابة عامين في المجاعة وأسوأ أزمة نزوح في العالم، هو مثال حيث كان بإمكاننا كمجتمع دولي أن نفعل المزيد في وقت أقرب وأن ننهي المعاناة".

وأضافت الصحيفة أن ستيفانيك (40 عاماً)، ربما لا تملك سوى القليل نسبياً من الخبرة الدبلوماسية أو في مجال السياسة الخارجية، بخلاف عملها كعضو في لجان الأمن القومي في مجلس النواب، لكنها في خلال الفترات الـ5 التي مثلت فيها منطقة شمال نيويورك في مجلس النواب، صنعت التاريخ عدة مرات، بدايةً من كونها أصغر امرأة تنتخب للكونجرس في ذلك الوقت، فضلاً عن أنها تعد حالياً المسؤولة الأبرز في قيادة الجمهوريين في مجلس النواب، وتشغل منصب رئيسة مؤتمر الحزب في المجلس.

يشار إلى أن ترمب خلال ولايته الأولى، وصف الأمم المتحدة بأنها "مجرد نادٍ للناس للتجمع والتحدث وقضاء وقت ممتع"، كما علق التمويل لوكالات الصحة وتنظيم الأسرة التابعة لها وانسحب من منظمة "اليونسكو" وهيئة حقوق الإنسان العليا، ما أثار حالة من عدم اليقين بشأن ما هو قادم، خاصة وأن الولايات المتحدة تعد أكبر مانح منفرد للأمم المتحدة.