بين إيران وإسرائيل
منعت الإدارة السورية الجديدة الإيرانيين والإسرائيليين على السواء من دخول سوريا. هذا الإجراء ينم عن فهم عميق لحقيقة المشروعين التوسعيين: الإيراني ذي الجذور الصفوية والإسرائيلي ذي الجذور الصهيونية.
ومع وضوح الرؤية إلا أن هناك من لا يزال يرى أن أحد المشروعين صديق يمكن أن يساعد على التخلص من المشروع الآخر.
والواقع أن العربي الذي يصدق أن إيران يمكن أن تعمل على تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي هو كالعربي الذي يظن أن إسرائيل يمكن أن تساعد على تحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني.
سؤال: هل يعني هذا أنه لا توجد عداوة بين الدولتين؟
جواب: لا.
ولكن هاتين الدولتين تشبهان إلى حد كبير فرنسا وبريطانيا إبان فترة صراعهما لأجل السيطرة واحتلال الأراضي العربية. حينها كانت بعض القوى العربية تظن أن إحدى دولتي الاستعمار يمكن أن تساعد على التخلص من نفوذ الأخرى، في حين أن صراع القوتين الاستعماريتين كان على تقاسم النفوذ، لا أكثر.
إيران وإسرائيل تحملان مشاريع احتلال توسعية تتنافس على العرب، لا لهم، والنظر للدولتين على هذا الأساس هو النظر السليم، في ظل تزايد الضخ الإعلامي الذي يخدع الأبصار والبصائر، مع وجود أبواق عربية تروج للمشروعين الاحتلاليين، للأسف الشديد.
دعونا نقول إن:
"الصفوي العربي" هو الذي يركز على جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، ليغطي بها على جرائم إيران ضد العرب.
و"الصهيوني العربي" هو الذي يركز على جرائم إيران ضد العرب، ليتستر بها على جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين.
أما "العربي العربي" فهو الذي يرى إيران وإسرائيل -وإن اختلفتا- وجهين لعملة واحدة.
وهذا ما أدركه الأشقاء السوريون عندما منعوا التعاطي مع أي من دولتي الاحتلال: إيران أو إسرائيل.