مراقبون: حديث المليشيا عن المرتبات تحايل أم رعب من سيناريو سوريا ولبنان؟
تحاول مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب)، التحايل على مرتبات الموظفين، حيث أقرت المليشيات في برلمانها غير الشرعي بصنعاء ما أسمته قانون الآلية الاستثنائية لصرف المرتبات مؤقتاً.
ووصف مراقبون لوكالة "خبر"، بأن تلك الإجراءات الحوثية ما هي إلا محاولة منها للهروب من ضغط المرتبات الذي بات يشكل تهديدا لاستقرارها وسلطتها المفروضة بقوة السلاح.
وذكروا بأن"القانون في محتواه يشرعن بشكل غير مباشر لمصادرة مرتبات مئات الآلاف من الموظفين ويرتب لصرف نصف فقط لعدد محدود من الموظفين وفق شروط ومواصفات تخدم المشروع الحوثي الذي يقوم على إقصاء الجميع من طريقه".
وبحسب خبراء، فإن هذه الخطوة الحوثية تهدف لصرف مبالغ ضئيلة لعدد بسيط من الموظفين ممن تثق الجماعة بايمانهم بمشروعها الطائفي وفكرة الولاية التي سوغتها من قبل بما أسمته مدونة السلوك الوظيفي".
رعب حوثي
من جانبهم، بين إعلاميون تحدثوا مع وكالة "خبر"، بأن مليشيا الحوثي لم تستطع إخفاء رعبها الشديد مما يحصل للنظام السوري من انهيارات سريعة جراء ضربات المعارضة السورية الذين سيطروا عى معظم محافظات ومدن الشمال السوري في ظرف 72 ساعة.
ووفقا للصحفيين، فإن المليشيا الحوثية تعتقد أن ما يحصل في سوريا سينتقل إليها سريعا ويزيد خوفها عندما تنظر إلى إيران وهي عاجزة عن إنقاذ أذرعها ومليشياتها التي بنتها ومولتها وسلحتها طيلة سنين طوال، ولم يكن لها من مهمة إلا قتل الشعوب العربية والإسلامية".
وقالوا "كلما شعر الحوثي بالخوف، قرر اللعب على موضوع المرتبات حيث يعد الناس بصرفها، موضحين بأنه كان بإمكان المليشيا صرف مرتبات الموظفين من أول يوم في الحرب؛ لكنها فضلت سرقتها وتوزيعها على سلالتها وبعض موالينها بهدف ضمان تبعيتهم وكذلك تجويع بقية اليمنيين بما يسهل التحكم بهم وتوجيههم".
واعتبر الصحفيون، بأن مليشيا الحوثي تخشى من تكرار مشهد لبنان وسوريا في مناطق سيطرتها ولذلك بدأت تتحدث عن صرف جزء من المرتبات بشكل مستمر من حساب الصناديق المستقلة، وأظهرت المليشيا بأنها تقدم تنازلات شكلية حتى تهدأ العاصفة.
وسخر الصحفيون من اعلان مليشيا الحوثي بأنها أوجدت ما أسموه "حلول إبداعية"، بعد هذه السنوات من النهب المتواصل لرواتب الموظفين، مستغربين توقيت هذه الحلول وما أسمته الاقتراض من المؤسسات الحكومية الإيرادية".
وطبقا للصحفيين، فإن المثير للسخرية، أن هذه التصريحات الحوثية تزامنت مع سقوط تماثيل الأسد في سوريا، مما دفع البعض للتساؤل:فإذا كانت التماثيل أسقطت الأعذار، فليس من المستبعد بسقوط الأسد نفسه تصرف رواتب الموظفين المتأخرة من أيام الدولة الفاطمية".
وقالوا "إنها لحظة نادرة يجتمع فيها السقوطان، سقوط التماثيل وسقوط الوعود والأعذار".