"سي إن إن" تشكك في رواية الاحتلال حول عثوره على أسلحة بمستشفى الشفاء

شككت شبكة "CNN" الأمريكية السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، ادعى فيه العثور على أسلحة في مستشفى الشفاء.

بحسب الشبكة، فإن الفيديو أظهر أسلحة أقل في مكان الحادث مقارنة بالفيديوهات اللاحقة التي صورتها أطقم وسائل الإعلام الدولية، مما يشير إلى أنه ربما نقل الأسلحة أو وضعها هناك قبل وصول طواقم الأخبار.

وقارنت " سي أن أن" اللقطات التي نشرها الجيش الإسرائيلي عبر الإنترنت مع اللقطات التي التقطتها قناة "فوكس نيوز"، التي مُنحت حق الوصول إلى الموقع في الساعات التالية.

كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، يقود الجولة في فيديو الجيش الإسرائيلي، عندما أظهرت ساعة يده أن الوقت 13:18.

في وقت لاحق عندما حل الظلام، قام مراسل قناة فوكس نيوز الخارجية تري ينغست بزيارة مكان الحادثة، وقال في تقريره: "إنه منتصف الليل".

أظهر ينغست حقيبة موجودة خلف جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي داخل المستشفى، حيث ظهر فوقها بندقيتان من طراز AK-47.

ومع ذلك، فإن مقطع فيديو الجيش الإسرائيلي الذي تم تصويره في وقت سابق أظهر بندقية واحدة فقط من طراز AK-47. ومن غير الواضح من أين جاء السلاح الثاني من طراز AK-47 ولماذا لم يظهر في مقطع الجيش الإسرائيلي السابق.

وفي الساعات البينية، نشر الجيش الإسرائيلي أيضاً على الإنترنت صورة للأسلحة التي يزعم أنها عثر عليها في مستشفى الشفاء. يشير اسم الصورة (ملف واتساب) إلى أنه تم التقاطها في الساعة 17:35؛ وهذا يضعه بعد جولة الجيش الإسرائيلي في مجمع التصوير بالرنين المغناطيسي، ولكن من المؤكد تقريباً قبل وصول طاقم فوكس نيوز.

من الممكن أن تتم إزالة الأسلحة من مكان الحادث واستبدالها قبل وصول الطواقم الإخبارية. لكن هذا لا يفسر سبب ظهور المزيد من الأسلحة عند وصول الصحافة مقارنة بالفيديو الأصلي للجيش الإسرائيلي.

كما مُنحت BBC حق الوصول إلى المستشفى في اليوم التالي، 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وحينها كان لا يزال هناك بندقيتان من طراز AK-47 مرئية فوق الحقيبة داخل غرفة التصوير بالرنين المغناطيسي.

وتواصلت CNN مع الجيش الإسرائيلي للحصول على توضيحات بشأن التناقض الواضح لكنها لم تتلقّ رداً.

جرائم في مستشفى الشفاء

وقالت حركة "حماس"، الجمعة، إن "الاحتلال الإسرائيلي" يرتكب جريمة إبادة جماعية بمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بضوء أخضر أمريكي، فيما كشفت كتائب القسام، في بيان، تفاصيل عن احتجاز أسرى وعلاجهم.  

حيث قالت كتائب القسام، في بيان عبر تليغرام: "رداً على كذب نتنياهو والناطق باسم جيشه حول وجود أسرى صهاينة في المستشفيات، فلقد نقلنا عدداً منهم لمراكز الرعاية لتلقّي العلاج بسبب خطورة وضعهم الصحي وحفاظاً على حياتهم".

من جانبها، قالت حركة حماس، في بيان: "ما يحصل في مجمع الشفاء الطبي، والذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية تنتشر فيها دبابات الاحتلال وقناصته، من جرائم فاقت كل تصوّر، بمنع الوصول إلى صيدلية المستشفى لجلب الأدوية للمرضى، ووفاة العديد منهم، وسرقة لجثامين الشهداء، وعملية إبادة ممنهجة لكل من هو داخل المستشفى، تحدث تحت سمع وبصر العالم أجمع".

وحمّلت الحركة "الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته المسؤولية المباشرة عن جريمة التطهير العِرقي التي ينفذها الاحتلال في مستشفى الشفاء، وعن الجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزّل، الذين يتعرّضون للإبادة في كافة مناطق قطاع غزة، بغطاء ودعم من الإدارة الأمريكية".

ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لقصف إسرائيلي وحصار، بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما تنفيه مراراً حركة "حماس" والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.

وفجر الأربعاء، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره لأيام، حيث يضم مدنيين نزحوا من ديارهم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل بالمنطقة.

ومنذ 42 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفاً و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال، و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء الأربعاء.