البيضاء.. مليشيا الحوثي تداهم منزل إمام مسجد وتقتاده إلى جهة مجهولة

أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الساعات الماضية، على اختطاف إمام جامع ومدرس القرآن الكريم في منطقة مذوقين بمحافظة البيضاء، وسط اليمن.

يأتي ذلك في أحدث حلقات حملة قمع ممنهجة تستهدف الأئمة والدعاة في مناطق سيطرة المليشيا المدعومة إيرانياً.

وأوضحت مصادر محلية، أن المليشيا اختطفت الشيخ أحمد حسين الوهاشي، إمام جامع السنة ومدرس القرآن الكريم في منطقة مذوقين، دون توجيه أي تهمة واضحة، حيث داهمت عناصرها منزل الشيخ الوهاشي بشكل مفاجئ، واقتادته إلى جهة مجهولة.

وأثارت الحادثة حالة استياء وغضب واسع في أوساط الأهالي، الذين رجحوا أن السبب الوحيد وراء استهدافه هو نشاطه في تعليم القرآن الكريم ونشر الوعي الديني المستقل عن مؤسسات الجماعة.

ويوم الثلاثاء الماضي، كانت حاصرت المليشيا بعشرات العربات العسكرية منزل الشيخ صالح حنتوس، 70 عاما، في قرية البيضاء بمديرية السلفية محافظة ريمة، واشتبكت معه ما أدى إلى مقتله وإصابة زوجته إصابة بليغة.

وجاءت الحادثة على خلفية النشاط الديني للشيخ حنتوس الذي يدير دار القرآن الكريم في مديرية السلفية، والذي كانت قد أغلقته المليشيا قبل نحو خمس سنوات، ما دفعه إلى نقل نشاطه إلى منزله.

وتواصل المليشيا الحوثية تصعيد عملياتها ضد مشايخ الدين بشكل لافت، حيث تُنفذ الجماعة حملة اختطافات ممنهجة، في محاولة لإحكام السيطرة على الخطاب الديني وفرض نمط فكري أحادي يخدم أيديولوجيتها الطائفية.

في هذا السياق، كانت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان قد وثقت في تقارير سابقة أكثر من 735 انتهاكاً ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق الأئمة والخطباء ومدرسي القرآن منذ اندلاع الحرب في اليمن.

وتوزعت تلك الانتهاكات بين 51 حالة قتل، و118 إصابة، وأكثر من 560 حالة اختطاف واحتجاز، في حين أشارت المنظمة إلى أن معلمي القرآن الكريم شكلوا النسبة الأكبر من الضحايا، نتيجة لمواقفهم المناهضة لخطاب الجماعة أو لتبنيهم منهجاً دينياً مستقلاً.

وتحذر منظمات حقوقية محلية ودولية من أن مثل هذه الحملات تقوض الحريات الدينية، وتُسهم في تفريغ المساجد من خطابها المعتدل، واستبداله بخطاب تعبوي يخدم أهدافًا سياسية وأمنية.