فيضانات تكساس تخلّف 27 قتيلاً بينهم أطفال.. ومئات المفقودين
قال شريف مقاطعة كير لاري ليثا في ولاية تكساس الأمريكية: "تمكّنا حتى الآن من إخلاء أكثر من 850 شخصاً غير مصاب، و8 مصابين، كما تمّ انتشال جثث 27 ضحية"، مشيراً إلى أن بين الضحايا 9 أطفال.
وفي مؤتمر صحفي، أوضح مسؤول مدينة كيرفيل دالتون رايس أن المئات يشاركون في عمليات الإنقاذ، بما فيها عمليات الإنقاذ الجوي بالمروحيات.
وأكد ليثا: "أريد أن أطمئنكم جميعاً أننا لن نتوقف حتى يتم العثور على كل شخص".
بدأت الفيضانات يوم الجمعة الماضي عندما هطلت أمطار تعادل عدة أشهر خلال ساعات قليلة، ما تسبب في ارتفاع منسوب نهر غوادالوبي 26 قدماً (8 أمتار) خلال 45 دقيقة فقط.
وحذّرت هيئة الأرصاد الوطنية من هطول أمطار غزيرة إضافية وفيضانات مفاجئة "مدمرة محلياً" في المنطقة الواقعة شمال غرب سان أنطونيو.
وفي كيرفيل يوم السبت، كان نهر غوادالوبي الهادئ عادةً يجري بسرعة، ومياهه العكرة مليئة بالحطام.
وصرّح المواطن جيراردو مارتينيز (61 عاماً): "هطل في يوم واحد ما يعادل أمطار سنة كاملة".
وأضاف: "بلغت المياه قمم الأشجار، بارتفاع نحو 10 أمتار. كانت السيارات والمنازل بأكملها تجرفها مياه النهر".
الفيضانات المفاجئة - التي تحدث عندما تعجز التربة عن امتصاص الأمطار الغزيرة - ليست ظاهرة غير مألوفة.
لكن العلماء يؤكدون أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري جعل الظواهر الجوية المتطرفة كالفيضانات والجفاف وموجات الحر أكثر تكراراً وشدة.
وأفاد مسؤول المدينة رايس يوم السبت بأن 27 طفلاً من المخيم الصيفي المسيحي "كامب ميستيك" في مقاطعة كير المنكوبة ما زالوا مفقودين، من بين 750 فتاة مسجلة في المخيم.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن عائلات الضحايا تأكيد مصرع فتاتين من المفقودات.
وظهر المخيم الواقع على ضفاف النهر في حالة من الفوضى، مع انتشار البطانيات والمراتب والدمى ومتعلقات أخرى بين أنقاض المباني.
كما تحطمت نوافذ كبائن المخيم بفعل قوة المياه الجارفة.
وكان مايكل (الذي فضّل ذكر اسمه الأول فقط) يبحث عن ابنته الثمانينية في أنحاء المخيم.
وقال: "كنت في أوستن وسافرت فور سماعي الخبر، وقضينا اليوم كله في محطات الطوارئ بكيرفيل".
وأشار إلى الكابين الذي كان مقر إقامة ابنته، مؤكداً أنه عثر على بعض متعلقاتها بداخله.
وأكّد مخيم "هارت أوف ذا هيلز" الصيفي المجاور - الواقع على بعد ميل واحد - أن مديرته جين راجسديل كانت بين الضحايا.
وقّع حاكم تكساس جريج أبوت إعلان كارثة لتعزيز موارد المقاطعات المنكوبة، بينما وعد الرئيس ترامب بتقديم دعم فدرالي.
وصرّح رايس بأن فرق الإنقاذ تواجه ظروفاً "صعبة للغاية"، قائلاً: "بدأنا عمليات البحث الأرضي الساعة 8 صباحاً (13:00 بتوقيت غرينتش)"، محذراً المواطنين من القيام بعمليات بحث فردية.
وأضاف أنه لا يُعرف عدد الزوار الذين كانوا في منطقة التخييم الشهيرة، ممتنعاً عن تقدير العدد الإجمالي للمفقودين.
وحذّر مسؤولون محليون من التوجه إلى المنطقة التي تعجّ بمواقع التخييم على ضفاف النهر، حيث أصبحت عشرات الطرق غير سالكة.
وأظهرت مقاطع متداولة منازل وأشجاراً تجرفها الفيضانات الناتجة عن أمطار بلغت 12 بوصة (ثلث المعدل السنوي للمقاطعة).
وغرّد الحاكم أبوت بمقطع يظهر إنقاذ أحد الضحايا من فوق شجرة بواسطة مروحية، بينما المياه الغاضبة تحته.
ووصفت المواطنة سويلا رينا (55 عاماً) - التي تعمل في كنيسة محلية لمساعدة المتضررين - الكارثة قائلة: "لم أشهد شيئاً بهذا القدر من الدمار، أطفالٌ وضحايا ومنازلُ تختفي.. إنه أمرٌ مروع".
بينما قال مارتينيز: "يُضرب المثل هنا بفيضان كل مئة عام.. لقد حدث الآن، لم نر مثله وسنأمل ألا يتكرر".
ومع انتشار فرق الإنقاذ، ناشد رئيس البلدية جو هيرينج المجتمع التكاتف، قائلاً بصوت متهدج: "اعلموا أن اليوم سيكون عصيباً.. سيكون يوماً صعباً".