الشرطة الألمانية تداهم منازل عناصر جماعة نازية تسعى لإعلان "دولة موازية"
نفذ المئات من أفراد الشرطة الألمانية، مداهمات في أنحاء البلاد، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بعد أن حظرت وزارة الداخلية جماعة يمينية متطرفة ومسلحة وصفتها بأنها أكبر ذراع لما يسمى بحركة "مواطني الرايخ" النازية.
وقالت الداخلية الألمانية، إن المداهمات التي شهدتها سبع ولايات اتحادية، جرت في مواقع مرتبطة بجماعة "مملكة ألمانيا" ومنازل عناصرها البارزين، الثلاثاء.
وقال الادعاء العام الألماني، إن الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص على علاقة بالجماعة المتطرفة، وأشار إلى أن أحد الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، كان قد أعلن نفسه حاكماً للجماعة.
وكشف وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبرينت، أن أعضاء الجماعة أسسوا "دولة مضادة" في ألمانيا، ويقوضون حكم القانون واحتكار الدولة لاستخدام القوة.
وأضاف أنهم "يدعمون ادعائهم المفترض بالسلطة بروايات المؤامرة المعادية للسامية". وأوضحت الوزارة أن أمر حظر الجماعة صدر قبيل المداهمات.
دولة موازية
ونفذت الشرطة الألمانية، الثلاثاء، أربع مذكرات اعتقال بحق مشتبه بهم، وهم ماتياس بي، وبيتر إف ، وبنيامين إم، ومارتن إس، مع حذف ألقابهم وفقاً لقوانين الخصوصية الألمانية.
وجاءت الاعتقالات في إطار مداهمات ضد حركة "كوينيجريش دويتشلاند"، أو "مملكة ألمانيا"، بعد أن حظرتها وزارة الداخلية، والتي يقول الادعاء أنها أنشأت مؤسسات ظل لدولة جديدة تتماشى مع أيديولوجية اليمين المتطرف المعروفة باسم حركة "مواطنو الرايخ".
وقال الادعاء، إن الموقوفين زعماء منظمة إجرامية أنشأت "هياكل ومؤسسات شبه حكومية"، بما في ذلك بنك ونظام تأمين، وهيئة تطبع "وثائق وهمية" وعملتها الخاصة.
وكان بيتر إف، هو "الحاكم الأعلى" للمجموعة، ويتمتع بصلاحيات الإشراف واتخاذ القرارات في المجالات الرئيسية للمجموعة، وفقاً لبيان صادر عن النيابة العامة.
وصرح وزير الداخلية، ألكسندر دوبريندت، بأن أعضاء مجموعة "مملكة ألمانيا"، البالغ عددهم 6000 عضو، قد أنشأوا "دولة مضادة" في ألمانيا، ويقوضون النظام القانوني.
وقال دوبريندت: "إنهم يدعمون ادعاءهم المزعوم بالسلطة بروايات مؤامرة معادية للسامية".
من هم "مواطني الرايخ"؟
ووضعت المخابرات الداخلية الألمانية، حركة "مواطني الرايخ" تحت المراقبة في عام 2016، بعد وقت قصير من إطلاق أحد أعضائها النار على شرطي أثناء مداهمة منزله.
ويقدر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا، أنَّ هناك حوالي 21 ألف شخص ينتمون إلى حركة "مواطني الرايخ"، 5% منهم يصنفون على أنهم يمينيون متطرفون، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة "دويتشه فيله" الألمانية.
وبحسب الشبكة، تتكون الحركة التي تأسست عام 1949 من عدد من المجموعات الصغيرة والأفراد الذين يتمركزون بشكل كبير في ولايات براندنبورج، ومكلنبورج فوربومرن، وبافاريا.
وأعلنت هذه المجموعات "أقاليمها الوطنية" الصغيرة الخاصة بها، تحت أسماء مختلفة من قبيل "الإمبراطورية الألمانية الثانية"، و"ولاية بروسيا الحرة"، و"إمارة جرمانيا".
ويعتبر غالبية أعضاء الحركة من الذكور الذين تزيد أعمارهم في المتوسط عن 50 عاماً، وينتسب عدد كبير منهم إلى الأيديولوجيات اليمينية الشعبوية والمعادية للسامية، كما ينتسب بعضهم إلى الحركات النازية.
ويؤمن أنصارها بأن الديمقراطية الألمانية الحالية ما هي إلا واجهة غير شرعية، وأنهم مواطنون في نظام ملكي مستمر، كما يقولون، بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، على الرغم من إلغاء النظام الملكي رسمياً.