كارثة بيئية تهدد سكان ضواحي لحج وسط تجاهل حكومي

حذّرت مصادر طبية من كارثة بيئية وشيكة تهدد سكان قرية عبرلسلوم، الواقعة في ضواحي محافظة لحج (جنوب اليمن)، نتيجة انتشار المستنقعات وتكدّس النفايات وانبعاث الروائح الكريهة منها.

وأوضحت المصادر أن القرية الواقعة في مديرية تبن تواجه خطر تفشي أوبئة، بعدما تحوّل مجرى مائي إلى مستنقع راكد تتجمع فيه المخلفات والأكياس البلاستيكية، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات.

وأكدت المصادر لوكالة خبر، أن الوضع الصحي المتدهور، لا سيما مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يعرض الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة لخطر الإصابة بالأمراض والأوبئة.

وكان شكا سكان محليون من مستنقعات مائية، أسهم انتشار أشجار النخيل والشجيرات الصغيرة حولها في احتجاز النفايات، ما أدى إلى تغيّر لون المياه إلى الأخضر نتيجة نمو الطحالب، بالتزامن مع انتشار كثيف للبعوض.

واتهم السكان مكاتب الصحة والنظافة والأشغال العامة بالإهمال المتعمد في أداء مهامها، معتبرين أن فشل مدير المديرية في التنسيق وعقد الاجتماعات الدورية بين تلك الجهات ساهم في تفاقم الأزمة.

غياب الرقابة والمحاسبة

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر طبي في مستشفى ابن خلدون، مركز المحافظة، بأن المستشفى والمراكز الصحية تستقبل بشكل مستمر حالات إصابة بالحُمّيات والحساسية، أغلبها بين الأطفال وكبار السن، مشيراً إلى تزايد ملحوظ في أمراض ضيق التنفس، إضافة إلى تدهور حالة المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية والحساسية الجلدية، والتي غالباً ما تظهر الا في وقت متأخر.

وأوضح المصدر أن معظم هذه الإصابات تعود إلى التلوث البيئي الناتج عن تكدس النفايات، وطفح مياه الصرف الصحي، ووجود المستنقعات في الأحياء والمناطق المأهولة بالسكان.

وطالب الجهات المختصة في السلطات المحلية بسرعة تنفيذ حملات رش لمكافحة البعوض، ونقل النفايات إلى مواقع مخصصة بعيدة عن التجمعات السكانية، وحرقها بطريقة آمنة بيئياً.

وشدد على ضرورة ردم المستنقعات ومعالجتها، وتحسين شبكات تصريف مياه السيول، خاصة مع حلول موسم الأمطار.

وفي ظل غياب أي تحرك رسمي، قال مصدر مطلع إن استمرار الإهمال يرجع إلى غياب الرقابة والمحاسبة على أداء المكاتب الخدمية في المحافظة.

وتزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى سكان مديريات محافظة لحج، لا سيما في مجالات الكهرباء والمياه وخدمات النظافة، ما يعكس اتساع الفجوة بين المواطن والجهات المعنية.

وتوقعت تقارير محلية انفجار حالة من الغضب الشعبي خلال الأيام القادمة، إذا استمرت السلطات في تجاهل مطالب المواطنين، وعلى رأسها وزارات الصحة، والأشغال العامة، والمياه.