أمريكا.. ضغوط ديمقراطية على وزارة الكفاءة الحكومية لكشف قائمة موظفيها
تخضع وزارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك لضغوط من قبل الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي عبر المطالبة بمزيد من الشفافية بشأن جهودها في مراقبة تضارب مصالح موظفيها، ومساعي ماسك لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية.
وفي رسالة موجهة إلى المديرة المؤقتة لـ"وزارة الكفاءة" إيمي جليسون، طالب النائب الديمقراطي من ولاية فرجينيا جيرالد كونولي، الأربعاء، بتقديم قائمة كاملة بأسماء الموظفين الرسميين وغير الرسميين في الوزارة، بالإضافة إلى الكشف عن أي وظائف خارجية يشغلونها.
كما طالب بتوضيح الإجراءات التي تتخذها الوزارة الجديدة من أجل منع تضارب مصالح موظفيها، بحسب "بلومبرغ".
ويأتي هذا في إطار المواجهة المستمرة بين جهود ماسك، التي تستهدف تقليص الإنفاق الحكومي بدعوى الحد من الهدر ومكافحة الفساد، والديمقراطيين الذين يعتبرون هذه الإجراءات غير منظمة ومليئة بتضارب المصالح.
"أزمة أخلاقية"
وقال كونولي، وهو عضو ديمقراطي في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب، في رسالته التي اطلعت عليها "بلومبرغ"، إن "الخطوة الأولى لإنهاء أزمة الأخلاقيات هذه هي خروج وزارة الكفاءة من الظل، وكشف عملياتها للشعب الأميركي".
من جانبه، أكد ماسك في وقت سابق، أن إجراءات وزارة الكفاءة تتمتع بـ"أقصى درجات الشفافية"، واصفاً الانتقادات الموجهة إليه بأنها "مجرد مقاومة من البيروقراطيين التقليديين".
وكشفت تقارير أميركية عن استمرار ماسك في الاحتفاظ بحصص ملكية، وأدوار تنفيذية في شركات مثل "تسلا" و"سبيس إكس" و"نيورالينك" ومنصة "إكس"، رغم منصبه الحكومي، ما يفرض عليه تقديم تقرير إفصاح مالي بشأن تضارب المصالح المحتمل، إلا أن تقريره لم يُنشر أبداً.
ولدى شركة "سبيس إكس" المتخصصة في صناعة الطيران والنقل الفضائي والأقمار الاصطناعية، عقود بقيمة أكثر من 20 مليار دولار مع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" ووكالة "ناسا"، فيما تسعى وزارة الكفاءة، التي يقودها ماسك، إلى تقليص الوكالات الفيدرالية التي تشرف على مشاريعه التجارية.
"عرف شائع"
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن تعيين موظفين حكوميين خاصين هو "عرف شائع"، مشيرة إلى أنهم "خبراء في مجالاتهم، ويساهمون في تنفيذ أجندة الرئيس".
وأكدت أن جميع هؤلاء الموظفين "ملتزمون بالقوانين الفيدرالية، ويخضعون لإجراءات الإفصاح والتوجيهات الأخلاقية المطلوبة".
في المقابل، طرح الديمقراطيون أمثلة أخرى لمسؤولين في وزارة الكفاءة يشغلون مناصب داخل وخارج الحكومة، منهم توماس كراوس، رئيس فريق الوزارة في وزارة الخزانة، الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة Cloud Software Group، التي تطوّر برنامج Citrix المستخدم من قبل وكالات حكومية عدة.
كما شغلت كاتي ميلر منصب مستشارة بارزة في الوزارة، بالتزامن مع عملها في شركة استشارات سياسية، قبل أن تأخذ إجازة بعد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" كشف عن ازدواجية أدوارها.
وانتقد النائب الديمقراطي جيرالد كونولي هذه الممارسات، معتبراً أن "ثقافة الفساد داخل وزارة الكفاءة تبدأ من القمة، إذ أن ماسك، أكبر داعم لحملة (الرئيس دونالد) ترمب، يستخدم سلطته الحكومية في هيئات تؤثر مباشرة على مصالحه التجارية".
ورغم الجدل المتصاعد، لم يعلق ماسك أو ميلر أو كراوس على هذه الاتهامات.