الولايات المتحدة ترحل عشرات أعضاء عصابتي "ترين دي أراغوا" و"إم إس" إلى السلفادور
واشنطن – أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأحد أن الولايات المتحدة قامت بترحيل اثنين من أبرز قادة عصابة "إم إس-13" (MS-13)، بالإضافة إلى 21 من أفراد العصابة المطلوبين للعدالة، إلى السلفادور لمحاكمتهم هناك. كما تم ترحيل أكثر من 250 عضوًا من عصابة "ترين دي أراغوا" الفنزويلية إلى السلفادور، في إطار تعاون أمني بين البلدين.
وأكد روبيو عبر منصة "إكس" أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتعهد سابق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمكافحة الجريمة المنظمة وحماية أمن الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الحكومة السلفادورية وافقت على استقبال المطلوبين واحتجازهم في "سجون جيدة" وبـ"كلفة معقولة"، مما سيساعد في توفير أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
من جهته، أشاد روبيو بالرئيس السلفادوري نجيب بوكيل، واصفًا إياه بأنه "ليس فقط القائد الأمني الأقوى في المنطقة، بل أيضًا صديقًا عظيمًا للولايات المتحدة".
وصول المطلوبين إلى السلفادور
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس السلفادوري نجيب بوكيل عن وصول أول دفعة من المطلوبين، والتي تضم 238 عضوًا من عصابة "ترين دي أراغوا"، إلى البلاد. وتم نقلهم فورًا إلى مركز احتجاز الإرهاب (CECOT)، حيث سيتم احتجازهم لمدة عام قابلة للتجديد.
وأرفق بوكيل تدوينته على "إكس" بفيديو يوثق عمليات تسليم السجناء، مؤكدًا أن التعاون مع الولايات المتحدة يأتي في إطار جهود حكومته لتقوية نظام السجون ومكافحة الجريمة المنظمة.
عصابة "إم إس-13": تاريخ من العنف
تعد عصابة "مارا سالفاتروشا 13" (MS-13) واحدة من أخطر العصابات في الولايات المتحدة، حيث تأسست في الثمانينيات من قبل مهاجرين سلفادوريين فروا من الحرب الأهلية في السلفادور. ونشأت العصابة في لوس أنجلوس، وتمتد أنشطتها الإجرامية إلى عدة دول.
وتُتهم العصابة بالانخراط في أعمال عنف واسعة النطاق، بما في ذلك الابتزاز، الاتجار بالمخدرات، تهريب الأسلحة، والقتل. كما تشتهر باستخدامها أساليب وحشية لترهيب الضحايا والشهود. وتعتبر السلطات الأمريكية أن "إم إس-13" تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن العام، خاصة في مدن مثل هيوستن ولوس أنجلوس.
عصابة "ترين دي أراغوا": تهديد إرهابي
أما عصابة "ترين دي أراغوا" (TdA)، فهي منظمة إجرامية فنزويلية تم تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة في عام 2025. وتعود أصول العصابة إلى فنزويلا، حيث تشتبه السلطات الأمريكية بتورطها في أنشطة إجرامية خطيرة، بما في ذلك القتل، الخطف، تهريب البشر، الأسلحة، والمخدرات.
وتتعاون العصابة مع كارتلات مخدرات مثل "كارتل دي لوس سوليس"، الذي يُعتقد أنه يمول من قبل نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا. وتتهم الولايات المتحدة العصابة بالتسلل إلى أراضيها عبر الهجرة غير الشرعية، وتنفيذ عمليات إجرامية تهدد الأمن القومي الأمريكي.
تعزيز التعاون الأمني
يأتي ترحيل أعضاء العصابتين في إطار تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والسلفادور، حيث أكدت السلطات الأمريكية أن هذه الخطوة ستساعد في جمع معلومات استخباراتية إضافية حول أنشطة العصابتين. كما ستوفر تكاليف احتجاز المطلوبين في السجون الأمريكية، حيث ستتحمل السلفادور جزءًا كبيرًا من هذه التكاليف.
وتُظهر هذه الخطوة التزام إدارة ترامب بمواصلة الضغط على المنظمات الإجرامية الدولية، خاصة تلك المرتبطة بدول مثل فنزويلا وإيران، والتي تتهمها واشنطن بدعم الإرهاب وتقويض الأمن الإقليمي.