الرئيس الاوكراني يتبنى لهجة تصالحية مع ترامب ويدعو لعلاقات متينة مع واشنطن
دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي خلال لقاء ببرج ترامب في نيويورك. الولايات المتحدة في 27 سبتمبر/أيلول 2024. © رويترز.
في محاولة لتهدئة الخلافات غير المسبوقة مع واشنطن، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إلى بناء "علاقات متينة" مع الولايات المتحدة، وذلك خلال استقباله المبعوث الرئاسي الأمريكي كيث كيلوج في كييف. جاء اللقاء في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بعد تقارب الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين.
أكد زيلينسكي في تصريحات صحفية عقب الاجتماع أن "العلاقات القوية بين أوكرانيا والولايات المتحدة تفيد العالم أجمع"، مشيراً إلى مناقشات "مثمرة" مع كيلوج شملت الوضع العسكري على الجبهات، وسبل إعادة الأسرى الأوكرانيين، وضمانات أمنية فعّالة. وأضاف عبر منشور على منصة "إكس": "السلام يجب أن يكون قوياً ودائماً لتمنع روسيا من شن حرب جديدة... أوكرانيا جاهزة لعقد اتفاق استثمار وأمن قوي مع واشنطن، وفريقنا يعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك".
لهجة تصالحية رغم انتقادات ترامب
اعتمد زيلينسكي خطاباً دبلوماسياً خلال اللقاء، رغم اتهامات ترامب السابقة لأوكرانيا بـ"إشعال الحرب" مع روسيا، ووصفه زيلينسكي بأنه "دكتاتور بلا انتخابات". ومنذ توليه منصبه قبل شهر، يدفع ترامب لإنهاء سريع للنزاع عبر مفاوضات منفردة مع موسكو، مستبعداً كييف والأوروبيين، ما أثار انتقادات واسعة. وفي تصريح مثير، قال نائب ترامب، جيه.دي فانس: "نهاية الصراع قريبة، ولا حل دون حوار مع روسيا".
مطالب واشنطن ورفض أوكراني
كشفت مصادر أن الإدارة الأمريكية تدفع نحو اتفاق مُبسّط للاستثمار في موارد أوكرانيا من المعادن النادرة الضرورية لقطاع الطاقة، لكن كييف رفضت مقترحات أولية لغياب ضمانات أمنية. وحذّر مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتس، أوكرانيا من انتقاد واشنطن، قائلاً لـ"فوكس نيوز": "عليهم تخفيف لهجتهم والتوقيع على الاتفاق".
ردود أوروبية وتحذيرات من موسكو
رداً على تحوّل سياسة ترامب، تعهد زعماء أوروبيون بزيادة الإنفاق الدفاعي، بينما يدرس بعضهم إرسال قوة حفظ سلام مدعومة أمريكياً إلى أوكرانيا. من جهته، حذّر الكرملين من أن هذه الخطط "مثيرة للقلق"، فيما رحب حلف الناتو بالفكرة. وقال الأمين العام للحلف، مارك روته: "يجب منع روسيا من الاستيلاء على أي شبر أوكراني جديد... وهذا يتطلب ضمانات أمنية قوية".
على الأرض، تواصل القوات الروسية تقدمها على طول جبهة تمتد 1000 كيلومتر في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث دمّرت مدناً وقرى، وتسيطر حالياً على 20% من الأراضي الأوكرانية. وفي حين حذّرت كييف من أن أي هدنة ستُستخدم لتعزيز العدوان الروسي، أشار رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إلى إمكانية وقف إطلاق النار هذا العام، لكنه شكك في استمراريته.
خاطب زيلينسكي الشعب الأوكراني مساء الأربعاء مؤكداً أن التعاون مع واشنطن يجب أن يكون "بناءً"، قائلاً: "نعتمد على وحدتنا وشجاعتنا... وعلى براغماتية أمريكا التي تحتاج للنجاح كما نحتاج". وتُظهر التصريحات محاولة كييف لإدارة العلاقة مع واشنطن وسط مخاوف من انعزال دولي وتدهور عسكري.