وسط مشهد سياسي معقد.. جنوب إفريقيا تستضيف اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين
يفتتح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الخميس، الاجتماع الأول لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين الذي تحتضنه مدينة جوهانسبرج على مدى يومين، وسط مشهد سياسي معقد إقليمياً ودولياً.
وتركز جنوب إفريقيا خلال الدورة الحالية على عدة أولويات منها بحث سبل تمويل العمل على تعبئة الموارد المالية لدعم الدول المتضررة من الكوارث المناخية، وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتخفيف أعباء الديون من خلال السعي لتمديد وتوسيع نطاق تخفيف الديون على الدول النامية، وضمان استدامة ديون الدول منخفضة الدخل.
كما تسعى جنوب إفريقيا إلى دفع الجهود لإصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر تمثيلاً وفعالية، بما في ذلك إصلاح هيكلية الأمم المتحدة والنظام المالي الدولي.
وتناقش الدورة الحالية سبل زيادة التمويل المخصص لمساعدة الدول النامية في الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، ومن جانب آخر تسعى جنوب إفريقيا إلى أن تضمن الدول والمجتمعات المنتجة للمعادن الأساسية الاستفادة بشكل عادل من مواردها الطبيعية.
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع قضايا أخرى مثل الوضع الجيوسياسي العالمي، وقضايا الأمن الغذائي، والتحديات الاقتصادية العالمية، والتعاون الدولي لتعزيز السلام والأمن.
أميركا تتهم جنوب إفريقيا
وتأتي اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين في ظل مشهد سياسي معقد، إذ تبرز عدة قضايا سياسية هامة على جدول الأعمال منها التوترات بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة التي أعلن وزير خارجيتها ماركو روبيو، عدم مشاركته في الاجتماع، متهماً جنوب إفريقيا باتباع "أجندة معادية لأميركا"، وهو ما قد يؤثر على المناقشات، ونتائج الاجتماع.
ويأتي قرار روبيو، في أعقاب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بقطع التمويل عن جنوب إفريقيا ما لم تبدأ تحقيقاً في سياساتها المتعلقة بملكية الأراضي.
وكانت جنوب إفريقيا قد أقرت قانوناً يسمح بمصادرة الأراضي دون تعويض في حالات تعتبرها "للمصلحة العامة"، بهدف معالجة التفاوتات التاريخية في ملكية الأراضي منذ حقبة الفصل العنصري.
هذا بالإضافة إلى الملفات المتعلقة بالتوترات الدولية الراهنة، مثل الأزمة الأوكرانية، والقضية الفلسطينية، وتأثيراتها على الأمن والاستقرار العالمي.
وفي وقت سابق الأربعاء، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى جوهانسبرج، للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين. ومن المقرر أن يبحث أبرز القضايا والموضوعات على الساحة الدولية، وسبل تعزيز العمل المتعدد الأطراف، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية.
وتركز السعودية من خلال عملها مع مجموعة العشرين على عدة محاور رئيسية تتماشى مع أولويات المملكة، والتحديات العالمية الراهنة على رأسها القضايا الجيوسياسية والأمنية، وملف مكافحة الجوع والفقر، وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، وجهود التنمية المستدامة.
وتشكل دول مجموعة العشرين ثقلاً هائلاً، إذ تمثل حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وأكثر من 75% من التجارة العالمية، وحوالي ثلثي سكان العالم، وهذا ما يجعلها منصة قوية ومهمة.