سياسيون ألمان ينتقدون دعم ماسك لحزب البديل: تأثير خارجي متطفل
إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي سبيس إكس وتسلا، يشير بيده أثناء حديثه عن التصويت خلال اجتماع للجنة العمل السياسي الأميركية في فولسوم، بنسلفانيا، الولايات المتحدة. 17 أكتوبر 2024. - REUTERS
وجه سياسيون ألمان من الحكومة والمعارضة انتقادات للملياردير الأميركي إيلون ماسك، الأحد، بسبب مقال رأي أعلن فيه دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، إذ وصفوا هذه الخطوة بأنها "تأثير خارجي متطفل".
ويأتي دعم ماسك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في وقت يستعد فيه الألمان للتصويت في الانتخابات التي ستجرى في 23 فبراير المقبل، بعد انهيار الحكومة الائتلافية بقيادة المستشار أولاف شولتز.
وبجانب مقال الرأي الذي نُشر باللغة الألمانية في صحيفة "فيلت أم زونتاج"، كتب ماسك في منشور على منصة "إكس" الأسبوع الماضي "فقط حزب البديل من أجل ألمانيا يمكنه إنقاذ ألمانيا".
ورداً على نشر المقال، أعلنت رئيسة قسم مقالات الرأي في الصحيفة استقالتها في منشور على منصة "إكس".
وقال فريدريش ميرز، زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض والمرشح الأوفر حظاً لخلافة شولتز في منصب المستشار، في مقابلة مع مجموعة "فونكه ميديا جروب": "لا أستطيع أن أتذكر حالة مماثلة من التدخل في تاريخ الديمقراطيات الغربية خلال حملة انتخابية لدولة صديقة".
ووصف ميرز مقال الرأي بأنه "تطفلي ومتكلف".
ودافع رئيس تحرير صحيفة "فيلت أم زونتاج" عن قرار نشر مقال الرأي، قائلاً إن "الديمقراطية والصحافة تزدهران بفضل حرية الرأي".
ويحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المركز الثاني في استطلاعات الرأي، وربما يتمكن من الإطاحة بأغلبية يمين الوسط أو يسار الوسط.
ثقل رأي ماسك
وذكر ماسك في المقال أن "تصوير حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه حزب يميني متطرف هو خاطئ تماماً، خاصة وأن زعيمة الحزب أليس فايدل لديها شريكة من الجنس نفسه من سريلانكا! هل تبدو لك مثل هتلر؟".
وتصنف أجهزة الاستخبارات المحلية في ألمانيا عناصر من حزب البديل، على أنه "يميني متطرف"، وتعهدت الأحزاب الرئيسية برفض العمل معه على الصعيد الوطني، ووصفه شولتز وآخرون بأنه "تهديد للديمقراطية الألمانية".
في المقابل، حظي تأييد ماسك للحزب باستجابة سريعة من أليس فيديل، المرشحة الأولى لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات المقبلة. وقالت في منشور على "إكس": "نعم! "أنت على حق تماماً".
وفي مؤتمر صحافي في برلين، رد شولتز بشكل غير مباشر على منشور ماسك، قائلاً: "لدينا حرية التعبير هنا. وهذا ينطبق أيضاً على المليارديرات. تعني حرية التعبير أيضاً أنك قادر على قول أشياء غير صحيحة، ولا تحتوي على نصيحة سياسية جيدة"، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان".
وينشر ماسك تغريدات بشكل متكرر، ويبدي رأيه في السياسة والأعمال، وينشر صوراً ساخرة أو يشارك الثناء من المعجبين. ولكن مؤخراً، ومع تزايد تقاربه مع الرئيس ترمب، اكتسبت آراؤه وزناً أكبر في العالم.
كما خاض ماسك معارك متكررة عبر الإنترنت مع حكومة حزب العمال البريطانية، متهماً إياها باستخدام تكتيكات الدولة البوليسية في ملاحقة الأشخاص الذين استخدموا منصة "إكس" لنشر معلومات مضللة بعد اندلاع أعمال شغب مناهضة للمهاجرين في جميع أنحاء بريطانيا الصيف الماضي، في أعقاب حادث طعن.