تهديد بقطع خط إب-صنعاء.. قضية الشيخ "أبو شعر" تشعل غضب القبائل والمليشيا تواجهه بقتل شاب طعناً
تُوفي الشاب ماهر العماري، أحد أبناء محافظة إب، متأثراً بجراحه إثر تعرضه لعدة طعنات، اليوم الاثنين، من قبل مسلحين حوثيين في العاصمة المختطفة صنعاء.
وأوضحت مصادر محلية لوكالة خبر، أن هذا الاعتداء جاء بعد مشادات كلامية حادة بين العماري ومسلحي مليشيا الحوثي الإرهابية، على خلفية قضية اغتيال الشيخ القبلي البارز "صادق أبو شعر"، ما يعكس حالة الخوف التي تعيشها المليشيا.
وذكرت المصادر أن عناصر الحوثي هاجموا العماري وتعرض لعدة طعنات في أماكن متفرقة بجسده، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى، تسببت له بنزيف حاد توفي على إثره.
وتُعد هذه الحادثة إضافة جديدة إلى سجل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا المصنّفة على قائمة الإرهاب، بحق أبناء محافظة إب، والتي تفاقمت خلال الفترة الأخيرة.
ويعكس هذا الاعتداء استمرار نهج المليشيا في استخدام الترهيب والعنف لإسكات أي أصوات معارضة، مما يعمق حالة الغضب القبلي تجاهها، والذي أخذ يتصاعد بوتيرة عالية.
ويتوقع مراقبون أن تزيد هذه الحادثة من التوتر بين مليشيا الحوثي وأبناء المحافظة، الذين يعبرون عن رفضهم لسياسة القمع والترهيب الحوثية، وسط مطالبات متزايدة من القبائل باتخاذ موقف حازم ضد هذه الجرائم المتكررة.
ويشهد أبناء إب تصعيداً غير مسبوق في المواجهة مع مليشيا الحوثي، في ظل تكرار محاولات المليشيا إذلال القبائل وفرض سيطرتها بالقوة.
قطع طريق إب - صنعاء
ويواصل أبناء قبائل محافظة إب تنظيم الاعتصامات واللقاءات القبلية للمطالبة بتسليم العصابة المتورطة في اغتيال الشيخ "صادق أبو شعر"، والتي كانت بقيادة القيادي الحوثي علوي الأمير، مدير قسم شرطة شميلة في صنعاء. في حين ترفض قيادات المليشيا تسليمه بعد أن كانت وعدت بإيقافه وبقية الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأفادت زعامات قبلية، اليوم الاثنين، بأن القبائل منحت وساطة أرسلتها وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، أسبوعاً إضافياً لتسليم قتلة الشيخ أبو شعر، بعد أن كانت المهلة السابقة انتهت أمس الأحد، متوعدة حال عدم الاستجابة بقطع الطريق الرابط بين محافظتي إب وصنعاء وهو أحد أهم الشرايين التي تربط العاصمة بعدة محافظات.
وتأتي جريمة اغتيال "أبو شعر" في ظل حالة احتقان متزايد بين الحوثيين وأبناء المحافظة، نتيجة استمرار المليشيا في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحقهم، بالإضافة إلى قيام قيادات حوثية قادمة من عمران وذمار وصعدة بالبسط على ممتلكات المواطنين والاستيلاء على المناصب والوظائف والأراضي الوقفية والمقار الرياضية وغيرها وسط تهميش صريح لأبناء إب.
كما أن الجرائم والانتهاكات الحوثية لم تتوقف عند النهب والإقصاء، حيث طالت مصادر دخل المواطنين، وآخرها مداهمة حملة عسكرية سوق مفرق حبيش أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وإطلاق النار على الباعة ما أسفر عن سقوط مصابين قبل اعتقال آخرين واقتيادهم إلى السجون، حسب تأكيد زعامات قبلية من إب.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الجريمة الحوثية في إب، تكاد تكون أسبوعية إن لم تكن يومية، وكشفت عن حالة الهستيريا التي أصابت المليشيا، ومنهجية الاستهدافات المتكررة في المحافظة.
ويطالب أبناء قبائل إب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل للضغط على مليشيا الحوثي لوقف انتهاكاتها المستمرة وتقديم الجناة إلى العدالة، مشددين على أن هذه الجرائم لن تزيدهم إلا إصراراً على مواجهة المليشيا والدفاع عن كرامتهم وحقوقهم.