مساعٍ حثيثة للسطو على سد "محقن".. محافظ المليشيا في الضالع: لا صلاحية لدي على المشرف الحوثي

تسعى مليشيا الحوثي عبر أحد قياداتها في مديرية دمت، التي تتخذ منها مركزاً لمحافظة الضالع (جنوبي اليمن)، إلى السطو المسلّح على سد مائي أنشأه مواطنون.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن المحافظ المعيّن من المليشيا المدعومة إيرانياً عدم وجود صلاحية لديه على المشرفين الحوثيين، في دلالة على تعيينه صِوري.

وأفادت مصادر قبلية وكالة خبر، بأن المشرف الحوثي المدعو "أبو محمد الماوري" يمارس ضغوطاً على أهالي قرية محقن (جنوبي مديرية دمت)، لغرض السطو على "سد محقن".

وقالت، إن المشرف الحوثي "الماوري" يسعى إلى فرض نفسه بالقوة مسؤولاً على السد، زاعماً أنه سيقوم بتوفير منظومة طاقة شمسية لسحب المياه، وبيعها لأهالي القرية حتى ينتهي من تسديد قيمة المنظومة، ومن ثم بيع الفائض وتوزيعه على هيئة حصص.

الأهالي رفضوا بشكل قاطع هذا الإجراء الذي اعتبروه خطوة أولى للسطو الحوثي على السد، الذي أُنشئ على نفقتهم بكلفة أولية قدرت بنحو (100) مليون ريال، متوعدين برد قاسٍ على كل من تسول له نفسه العبث أو المساس بالمشروع.

المشرف الحوثي "الماوري" رد، أول من أمس، على هذا التهديد باستقدام عدد من أفراده إلى السد وبدأوا بمد شبكة الأنابيب وأعمال الربط، مجدداً تأكيده توفير منظومة طاقة لرفع المياه بالقوة.

ورداً على هذا التصعيد، شكا الأهالي، المشرف "الماوري" إلى محافظ الضالع المعيّن من الحوثيين عبداللطيف الشغدري، غير أن الأخير أفاد "بعدم صلاحيته على المشرف الحوثي، وسيقوم بإبلاغ الجانب العسكري بالوضع، ولكن لم يتم ذلك.

ولا تزال حالة التوتر قائمة، وسط مساعٍ حثيثة لقيادات المليشيا بالمحافظة للسطو على المشروع، في ظل مصادرتها صلاحيات (المحافظ الصوري) الشغدري المُنحدر من مديرية الحُشا، حد المصادر القبلية.

وأواخر العام 2023، فتح الأهالي باب التبرعات وجمعوا عشرات الملايين من المواطنين وفاعلي الخير والمغتربين، ودشنوا العمل في مشروع السد، حيث بلغت نسبة الإنجاز حتى مايو 2024 ما يقارب 90 بالمئة.

وتم إنشاء السد في أحد أودية المنطقة، بارتفاع حوالي 21 متراً، وبحيرة مائية يقدر امتدادها بنحو 115 ألف متر مربع، حسب دراسة الجدوى الأولية.

وامتلأ السد بالمياه خلال موسم الأمطار الذي شهدته البلاد خلال فصل الصيف المنتهي، ما فتح شهية قيادات المليشيا الحوثية، لتدفع بالمشرف "الماوري" لمحاولة السطو عليه.

وسبق أن سطت قبل نحو عامين، عبر أحد مشرفيها وعشرات العناصر الحوثية المسلحة، على بئر مياه ارتوازية في إحدى مناطق جنوبي دمت، لفرض نفسه مسؤولاً على شؤون إدارتها.

وتتسابق قيادات المليشيا الحوثية على مشاريع المياه في مديرية دمت، لما تدر عليها من أرباح مالية كبيرة، خصوصاً أثناء بيع المياه لمالكي مزارع نبتة القات.