مجلس القيادة الرئاسي ينقذ المليشيات الحوثية
مطيع سعيدسعيدالمخلافي
بعد أن أصدر البنك المركزي اليمني بالعاصمة المؤقتة عدن سلسله من القرارات المالية واتخذ حزمة من الإجراءات الاقتصادية الفعّالة التى أوشكت أن تعصف وتطيح بالمليشيات الحوثية وتنهي معاناة الشعب اليمني الاقتصادية والمعيشية ، سارع أصحاب القلوب الضعيفة والقرارات المتردده والمتبوعه في مجلس القيادة الرئاسي لقبول الضغوطات الخارجية والأممية والتراجع عن القرارات والإجراءات الاقتصادية التي أصدرها البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن والتى حظت بتأييد شعبي ورسمي وعربي ودولي كبير ..
فضيحة تراجع مجلس القيادة الرئاسي جاءت يوم أمس الثلاثاء عبر بيان صادر من مكتب المبعوث الأممي إلي اليمن والذي جاء فيه أنه تم إبلاغه عن اتفاق بين الحكومة الشرعية والجماعة الانقلابية الحوثية بشأن القطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية والذي تضمن إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك المخالفة والتوقف عن إصدار مثل هذه القرارات والإجراءات مستقبلاً واستئناف رحلات طيران اليمنية من صنعاء إلى الاردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث رحلات يومية وتسيير رحلات يومية إلي كلٍ من القاهرة والهند بحسب الحاجة..
وبهذا الاتفاق الكارثي والمخزي يكون مجلس القيادة الرئاسي قد وقف ضد قرارات البنك المركزي وضد إرادة الشعب اليمني ومصلحته العامه وانحاز إلى المليشيات الحوثية وقرر إنقاذها وخدمتها ومساندتها وتنفيذ كل مطالبها والالتزام والتعهد بعدم تكرار واتخاذ مثل هذه القرارات والإجراءات مستقبلاً كونها تضر بمصلحتها وتعجل بزوالها ، إضافة إلى ذلك مكافأتها بزيادة عدد الرحلات إلى الاردن والبدء برحلات يومية جديدة إلى القاهره والهند ..
إن هذا الاتفاق السلبي قد وضح حقيقة هذا المجلس المُسيّر الذي لا يمتلك قراره ولا يعمل بحسب حريته وإراداته وبما يمليه ضميره ويصون كرامة شعبه ، ولو كان يمتلك ذرة من الكرامة والحياء والخجل والحرص على مصلحة الوطن والشعب لكان تلافى إصدار هذه القرارات من بدايتها بدلاً من إصدارها والتراجع عنها ..
في الأخير، لا بد أن يعلم مجلس القيادة الرئاسي أن شرعيته تتلاشى يوماً بعد يوم وأن ثقة الشعب بقدراته وإمكانياته تزول بسوء قيادته وتصرفاته ، وإن هذا الاتفاق التآمري سيظل لعنة في تاريخه وذكرى كارثية سوداء في مسيرة قيادته لا تختلف عن ذكرى اتفاقية "ستوكهولم" الإجرامية التى أبرمتها القيادة السابقة