بينها إجادة اللغة الفارسية.. إيران تقدم منحاً دراسية ومليشيا الحوثي تضع شروطا خاصة

أعلنت مليشيا الحوثي الإيرانية (المصنفة على قائمة الإرهاب) فتح باب التنافس بين الذكور فقط، على 473 منحة دراسية قدمتها إيران، وذلك ضمن مساعيها لتشييع وتطييف المجتمع وتجريف عقيدة وهوية اليمنيين.

ووفق بيان وزارة التعليم العالي في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها) تشمل "المنح الدراسة البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه للعام الجامعي 2024 / 2025م وبحسب الشروط ‏المحددة في الموقع الرسمي للوزارة.

ورغم زعم الوزارة الحوثية بان المنح مخصصة لطلبة كافة محافظات الجمهورية بما فيها المحررة، إلا أن شروطها حصرت التقديم لهذه المنح على "الذكور" من قبل الطلاب في 10 فئات، غالبيتها تعطي الأولوية لعناصر المليشيا.

ومن بين الفئات التي حددتها الوزارة الحوثية فئة الأقارب من الدرجة الأولى لمن وصفتهم بـ"شهداء العدوان" أي قتلى الحرب، ومن اسمتهم بـ"الشهداء" أي قتلى المليشيا، واشترطت ان يتم الرفع باسم الطالب من قبل "مؤسسة الشهداء" التابعة لها، على غرار المؤسسات الإيرانية، ما يعني حصر هذه الفئة على عناصرها.

وحددت الوزارة فئتي جرحى ما اسمته بـ"العدوان" جرحى الحرب و"الجرحى" من مقاتليها الذين اصيبوا في الجبهات واقاربهم من الدرجة الأولى، بشرط ان يكونوا من المسجلين لدى وزارة الصحة الخاضعة لإدارة الحوثيين بصنعاء.

واشترطت ايضاً حصول المتقدمين من الطلاب على شهادة دراسة اللغة الفارسية وتقديم ضمانة تجارية، واجتياز الاختبار (المقابلة الشخصية) لسفارة طهران في صنعاء في محاولة من المليشيا لزيادة الملتحقين لقسم اللغة الفارسية المستحدث بجامعة صنعاء في منتصف 2016م، والذي أشرف قيادي إيراني يدعى مرتضى عابدين المقيم حينها بصنعاء على إنشائه بغرض تدريس اللغة الفارسية، ضمن مشروع التغول الإيراني في اليمن باستغلال سيطرة ذراعها مليشيات الحوثي.

ولم يصدر عن الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن أي تعليق على هذه الخطوة الإيرانية - الحوثية، والتي اعتبرها مراقبون تندرج ضمن التدخلات والتعديات السافرة للنظام الإيراني والمتزايد في الشؤون اليمنية، ودعم طهران المستمر لجماعة انقلابية مسلحَة مصنفة ضمن المنظمات الإرهابية التي تشكل خطراً ليس على اليمن وحسب بل على الاقليم والعالم أجمع.

وترسل مليشيا الحوثي بشكل سنوي المئات من شباب اليمن اغلبهم من السلالة للدراسة في الحوزات العلمية الشيعية في إيران والعراق، بنحو 800 مبتعث في منح مقدمة من إيران، في اطار مساعي طهران لانتزاع اليمن من محيطها العربي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً في تهديد حقيقي للأمن الفكري والثقافي واللغوي للمجتمع اليمني، ضمن مخطط التطييف واستبدال وتجريف الهوية الوطنية وإحلال الهوية الفارسية بديلاً لها.

الصورة: سفارة طهران في العاصمة اليمنية المختطفة (Credit: MOHAMMED HUWAIS / Stringer)