هجمات في الداخل الروسي.. من هم المقاتلون الناشطون في بيلغوراد؟
تتصاعد منذ نحو أسبوعين حدة العمليات في منطقة بيلغوراد الروسية الحدودية مع أوكرانيا، وذلك في معارك بين الجيش الروسي ومقاتلين روس مناهضين للكرملين.
وإزاء هذا الوضع، اضطرت موسكو إلى استخدام قواتها الجوية ومدفعيتها على أراضيها، ودعوة سكان المنطقة إلى الإخلاء.
وتشير مجلة إيكونوميست إلى "اختناقات مرورية" بسبب فرار السكان المحليين، كما ترددت أنباء عن إخلاء منشأة للأسلحة النووية على بعد عدة كيلومترات داخل الأراضي الروسية.
والمسؤول عن هذه العمليات، وفق المجلة، مجموعتان هما "فيلق المتطوعين الروسي" و"فيلق الحرية لروسيا".
وخلال آخر عملية، الأحد، احتجز "فيلق الحرية لروسيا" أشخاصا بهدف تسليمهم لكييف. وأظهر مقطع مدته حوالي 12 أسيرا، بينهم اثنان مصابان بجروح.
وأقر فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم بيلغوراد، بأن القوات المناهضة لموسكو احتجزت أسرى من الجانب الروسي، خلال اشتباكات عبر الحدود. وأظهرت لقطات لهذه المجموعات وهي تخوض معارك بالأسلحة في الشوارع.
واعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن توغل تلك القوات داخل الأراضي الروسية وأسرها جنودا يعكس "ضعف الدفاعات الروسية".
ويتمركز هؤلاء في أوكرانيا، وبينما تقول روسيا إنهم واجهة للجيش الأوكراني، تصر كييف على أنهم منشقون روس.
وتنفي كييف أي صلة بهم. واعتبر المتحدث باسم مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه تشيرناك، هذه المعارك بمثابة "انتفاضة وطنية" للروس، وقال إن الجنود "حملوا السلاح.. للدفاع عن حريتهم واستقلالهم".
وتشير إيكونوميست إلى أن المجموعتين تجندان مواطنين روس ساخطين، وتنسقان أنشطتهما مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، لكن ليس لهما علاقة رسمية بالحكومة الأوكرانية.
وتم تشكيل "فيلق المتطوعين الروسي" و"فيلق الحرية لروسيا"، العام الماضي، في ظل ظروف غامضة، قبل بروزهما، في مارس الماضي، بعد عملية توغل إلى منطقة حدودية تسمى بريانسك.
وتختلف المجموعتان في التنظيم والإيديولوجيا. فـ"فيلق الحرية لروسيا" أكثر فوضوية، بينما المجموعة الأخرى أكثر انضباطا، لكن عناصر الأخيرة لديهم ميول يمينية متطرفة، وفق "إيكونوميست".
ويقول تشيرناك، المتحدث الأوكراني، إن الخطر "الوجودي" الذي تواجهه أوكرانيا يمنع المخابرات العسكرية من الانتقائية بشأن من تتعاون معها.
وسعى الكرملين إلى التقليل من شأن الخرق الأمني على الحدود. ووصف المسؤولون الروس عمليات الاختراق بأنها "محاولة من أوكرانيا" لصرف الانتباه عن سيطرة موسكو المزعومة على بلدة باخموت المتنازع عليها منذ فترة طويلة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد زعمت في 23 مايو أنها قتلت أو طردت جميع المقاتلين من بيلغوراد، رغم أنها لم تقدم أي دليل على ذلك.
وقال مصدر استخباراتي أوكراني رفيع المستوى، تحدث للإيكونوميست شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هدف المقاتلين إظهار فشل الرئيس فلاديمير بوتين في حفظ الأمن بالداخل، ومحاولة سحب القوات العسكرية الروسية من المناطق المهمة في الخطوط الأمامية، وذلك قبل الهجوم المضاد المتوقع لكييف.