فريق خبراء مجلس الأمن يكشف طرق ومسارات تهريب السلاح الإيراني للحوثيين
كشف فريق خبراء لجنة العقوبات التابع لمجلس الأمن الدولي، عن طرق ومسارات إمدادات وتهريب الأسلحة الإيرانية لميليشيا الحوثي.
وأكد التقرير، الصادر حديثاً، استمرار تدفق الأسلحة والمعدات الإيرانية لميليشيا الحوثي عبر ثلاثة خطوط ومسارات معروفة، أحدها "برية" عبر الحدود الشرقية لليمن مع سلطنة عمان.
وذكر التقرير أن الولايات المتحدة اعترضت في بحر العرب مركبا شراعيا عديم الجنسية (يسمى الغزال) يحمل كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، حيث تبين صور الأقمار الصناعية أن المركب غادر ميناء صغيرا بالقرب من بندر جاسك في إيران.
وبحسب التقرير، فإن أعضاء الفريق قابلوا أفراد طاقم المركب الشراعي المحتجزين وأفادوا أنهم تم تجنيدهم من جانب أحمل حلس محمد بشارة، وهو أحد كبار قادة عملية التهريب البحري للحوثيين.
وأفاد طاقم المركب المحتجزون أنهم سافروا إلى إيران وعادوا بعد شهرين، وزودهم حلس بجوازات سفر يمنية ومنح كل واحد فيهم مبلغ ثلاثين ألف ريال سعودي لتنفيذ المهمة، فيما تولى شخص يسمى بكر مهمة تنسيق عملية التهريب في المهرة.
وذكر أفراد الطاقم أنهم أبحروا على متن المركب الشراعي الفارغ لمدة ستة أيام من مديرية حوف الواقعة على الحدود العمانية، إلى بندر عباس في إيران، قبل نقلهم إلى منزل آمن مكثوا فيه لمدة 15 يوماً قبل أن يغادروا ومعهم شحنة مكونة من 350 كيسا من القماش الأخضر تحتوي 1406 من البنادق الهجومية طرازم 1-56 وعيار 7.62*39 ملم، إضافة إلى 500 صندوق يحوي كل صندوق فيها على 440 خرطوشة، في أسلوب يتطابق مع أنماط التهريب البحري للأسلحة والذخائر.
ورجح الفريق أن عمان "تشكل طريقا جديدا للإمداد"، من خلال تحقيقهم في "تحطم طائرة مسيرة بجناح دلتا" عثر عليها في صحراء سلطنة عمان.
وقال فريق الخبراء، إنه في 28 يناير/كانون الثاني 2021، "تحطمت طائرة مسيرة بجناح دلتا في المنطقة الشرقية من عُمان. وفي البداية أفيد أنها كانت تندرج ضمن موجة الهجمات على الإمارات العربية المتحدة".
وأضافوا: لاحقا "أبلغت عُمان الفريق بأن (الطائرة) كانت تسير في اتجاه شمالي جنوبي" وأنها "لم تكن مجهزة (لأغراض) الهجوم أو الاستطلاع".
وأشاروا "إلى أن الطائرة المسيرة كانت لها خصائص تقنية مماثلة للطائرة المسيرة بجناح دلتا، الطائرة "وعيد"، التي ظهرت لأول مرة في وسائط الإعلام المنتسبة للحوثيين في 11 آذار/مارس 2021م".
وتابع المحققون: أن "الطائرة وعيد نسخة أكبر ومتقدمة تقنيا من الطائرة المسيرة التي وثقت في الهجمات التي شنت على المملكة العربية السعودية في عام 2019 (ضرب محطتين لضخ النفط الدوادمي وعفيف في خط إمداد نفطي، والهجوم البارز على منشأة أرامكو في بقيق)".
وأوضحوا أنه "في حين تورطت الطائرات المسيرة من طراز وعيد في هجمات على الناقلة Mercer Street في 29 تموز/يوليه 2021، وPacific Zirkon في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 في خليج عمان (الناقلة باسيفيك زركون ترفع العلم الليبيري-القيادة المركزية)، فليس الفريق على علم باستخدام الحوثيين لها في شن هجمات".
واستدرك المحققون: "لكن الفريق قام بتفتيش الحطام غير المكتمل لطائرة مسيرة من طراز وعيد اكتشفتها قوات حكومة اليمن على جبهة مأرب في أيلول/ سبتمبر 2020 (نشرها المصدر على حسابه في تويتر وفقا للرابط المدرج في فهرس المصادر) مما يشير إلى أن هذه المنظومة من الأسلحة كانت تستخدم في اليمن".
وقال خبراء العقوبات، إنه "من الممكن أن تكون الطائرة المسيرة التي عُثر عليها في صحراء عمان قد تحطمت أثناء "رحلة عبور" إلى الإقليم الذي يسيطر عليه الحوثيون".
وأضافوا "وربما تشكل طريقا جديدا للإمداد تلقى الفريق في وقت سابق معلومات من إحدى الدول الأعضاء تفيد بأن الطائرات المسيرة تطير إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تهبط بواسطة مظلة"، مؤكدين "الفحص التقني للطائرة المسيرة المكتشفة في عمان يمكن أن يتيح التحقق من هذه المعلومات".
كما أكد الخبراء أنهم طلبوا من مسقط "تفتيش حطام تلك الطائرة المسيرة، لكن أبلغوا من جانب عُمان بأن الحطام قد دمرته السلطات العمانية".
واستعرض التقرير نتائج عدد من حالات تهريب الأسلحة والذخيرة والأسمدة والمواد الكيمائية التي تستخدم كوقود للصواريخ والتي تتخذ مسارين بحريين معروفين عبر بحر العرب والشواطئ الجنوبية الشرقية لليمن، وعبر موانئ جيبوتي وإلى البحر الأحمر والموانئ الخاضعة للحوثيين غربي البلاد.
كما استعرض التقرير نتائج التحقيق في تهريب حاويات إطلاق لقذائف موجهة مضادة للدبابات تم ضبطها أثناء محاولة تهريبها في شحنة تجارية برا عبر الحدود اليمنية العمانية وهو المسار الثالث لخطوط إمداد مليشيا الحوثي بالأسلحة الإيرانية.