خبراء ومحللون إيرانيون وغربيون يكشفون كيف تُهرَّب الأسلحة الإيرانية للحوثيين

كشف خبراء ومحللون إيرانيون وغربيون كيف تهرّب إيران الأسلحة ووقود الصواريخ إلى أذرعها في اليمن، تزامناً مع ضبط البحرية الأمريكية آلاف البنادق الهجومية وعشرات الأطنان من وقود الصواريخ والمواد المتفجرة، مؤكدين على أن طهران تؤجج الصراع في اليمن بشكل صريح، في الوقت الذي لا يملك الحوثيون حافزاً يُذكر للتوصل إلى اتفاق سلام.

واعترضت القوات البحرية الأمريكية سفينة صيد في خليج عمان في 6 يناير 2023، واكتشفت أنها تهرب 2116 بندقية هجومية من طراز AK-47 أثناء عبورها المياه الدولية على طول طريق بحري من إيران إلى اليمن.

وقالت البحرية الأمريكية، في بيان اليوم الثلاثاء، إن السفينة التي تم اعتراضها، والتي كانت تبحر على طريق يستخدم تاريخياً لتهريب البضائع غير المشروعة إلى الحوثيين في اليمن، كان طاقمها ستة مواطنين يمنيين.

وشرح خبراء غربيون كيف ترسل إيران أسلحة للحوثيين وهي تعاني من احتجاجات واسعة، حيث قال جيسون برودسكي، لوكالة خبر: إن إيران تمارس إرهاباً متعدداً في الداخل والخارج من العراق إلى اليمن ولبنان وسوريا وكذلك في بريطانيا وأمريكا وفي بحر عمان.

وأكد برودكسي (وهو خبير إيراني بارز ومدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية")، أن "سقوط النظام الإيراني كفيل بوقف هذا الإرهاب".

بينما يشير بابك تقوايي، ضابط عسكري إيراني سابق وباحث في الشؤون العسكرية الإيرانية، إلى أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، "يستخدم الآن السفن التجارية في الغالب لإرسال أسلحة إلى اليمن".

ولفت "تقوايي" في حديثه لوكالة خبر، إلى أن الاحتجاجات "لم تمنع النظام بعد من دعم الحوثيين وغيرهم من الإرهابيين".

"تقوايي" يرى أن استمرار الاحتجاجات في الداخل وإضرابات عمال النفط وأصحاب المتاجر، قد تدفع بالنظام القديم نحو مشكلات اقتصادية، مشيراً إلى أن ذلك قد يدفعه إلى أنه أيضاً "قد يواجه مشكلات في دفع رواتب عناصر الحوثيين وحزب الله".

وكشف تقرير عسكري دولي، كيف عززت طهران من القدرات العسكرية لاذرعها في اليمن "مليشيا الحوثي" -منذ سيطرة الأخيرة على العاصمة اليمنية صنعاء أواخر العام 2014م- عبر سفن الشحن التابعة لها، التي ترسو قبالة سواحل اليمن وإريتريا من سنوات.

وأوضح مركز اوريكس الدولي للدراسات العسكرية، في تقرير حديث بعنوان "البحرية الحوثية.. خطر داهم"، كيف سعت إيران إلى زيادة تعزيز القدرات البحرية للحوثيين، ما سهل لهم عملية اعتراض سفن شحن قوات التحالف قبالة ساحل البحر الأحمر.

وأكد التقرير، أن إيران، وفرت صواريخ مضادة للسفن إضافية وإنشاء منصات إطلاق على الشاحنات يمكن إخفاؤها بسهولة بعد الإطلاق.

كما قامت إيران، بحسب التقرير، بإرساء سفينة استخبارات سافيز "متنكرة في شكل سفينة شحن عادية" قبالة سواحل إريتريا، وزوّدت الحوثيين بمعلومات وبيانات محدثة عن تحركات سفن التحالف.

ولفت التقرير إلى أن السفينة الإيرانية الاستخباراتية "سافيز" قامت بهذا الدور حتى تضررت في هجوم لغم إسرائيلي في أبريل 2021، ليتم استبدالها بأخرى تعرف باسم بهشاد، وهي الأخرى "متنكرة في شكل سفينة شحن عادية" سعياً في إخفاء هدفها الحقيقي.

حل دائم

أمّا رايان بروبست، محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات برادلي بومان، ويشغل منصب المدير الأول لمركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فقد أكد في مقال مشترك بمجلة "واشنطن ايكزامينر"، أن "إيران تواصل تأجيج الصراع في اليمن بشكل صريح، في الوقت الذي لا يملك الحوثيون حافزا يذكر للتوصل إلى اتفاق سلام دائم إذا كان بإمكانهم الاعتماد على استمرار الإمداد بالأسلحة والدعم من إيران".

وعلى الرغم من هذه الحقيقة، يرى المحلل "بروبست" أن الغضب الدولي "يركز إلى حد كبير على السعودية، وغالباً ما يتجاهل الأسلحة الإيرانية التي تساعد اساساً في تأجيج الصراع والأزمة الإنسانية".

ويصف مصادرة وقود الصواريخ والمواد المتفجرة بـ"انتصار ضد تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن"، مؤكداً على حاجة ضمان امتلاك الولايات المتحدة والقوات الشريكة في المنطقة القدرة اللازمة لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية.

وذكر أن إيران تزود الحوثيين بالأسلحة على مراكب شراعية، رغم تهريبها أيضاً بعض الإمدادات عن طريق البر.

وباعتقاد بروبست، أن ذلك يعكس تنوع مجموعة التهريب الإيرانية للأسلحة في المنطقة، والتي نهجتها في لبنان بتهريب أسلحة لحزب الله "عبر الجسر البري بين العراق وسوريا" بينما نقلت أخرى عن طريق البحر. ساعد استخدام طهران للطرق البحرية للتهريب.

ومن وجهة نظر بروبست، "يعتمد الحل الدائم للأزمة في اليمن والأزمة الإنسانية المرتبطة بها بشكل كبير على وقف تدفق الأسلحة الإيرانية".