تسریب يكشف عن إتفاق أمني بين إيران وقطر لتبادل بيانات المشجعين الإيرانيين بالمونديال

قامت مجموعة "بلاك ريوارد" للقرصنة الإلكترونية بتزويد "إيران إنترناشيونال" بتسريب صوتي لاجتماع نائب قائد منظمة الباسيج، قاسم قريشي، مع مجموعة من صحافيي الباسيج، أُعلن فيه أن إيران طلبت من قطر قائمة بأسماء جميع المشجعين الإيرانيين في المونديال، وعبر عن ارتياحه لتعاون القطريين.

وبحسب هذا الملف الصوتي الذي تم الحصول عليه بعد اختراق وكالة أنباء "فارس"، قال قريشي في لقاء مع الباسيج أيضا إن قطر وعدت بمنع مشاركة الأشخاص الذين حددهم النظام الإيراني، بمن فيهم صحافيو "إيران إنترناشيونال"، في المونديال.

وقال هذا المسؤول في الحرس الثوري الإيراني إن جماعات المعارضة الإيرانية في الخارج "استثمرت" في كأس العالم و"اشترت 5300 تذكرة".

وبحسب نائب قائد الباسيج، فإن "إيران وعدت قطر بعدم إصدار تأشيرات للأشخاص الذين يرى نظام الجمهورية الإسلامية أن وجودهم ضار، وأن قطر قالت: قدموا لنا الأسماء، ونحن سنقوم بالمطلوب".

يشار إلى أن ما شوهد حتى الآن في مونديال 2022 في قطر يكشف بوضوح عن تعاون الدوحة مع طهران لقمع المحتجين. ومن بين أمور أخرى، علي سبيل المثال، قام النظام الإيراني بالتعاون مع حكومة قطر، بعرقلة وصول صحافيي "إيران إنترناشيونال" إلى هذه البطولة.

كما تصدت السلطات القطرية للمواطنين الإيرانيين الذين دخلوا الملعب بأعلام ورموز لدعم انتفاضة الشعب الإيراني في الملعب الذي أقيمت فيه المباراة بين إيران وويلز.

وفي غضون ذلك، ووفقًا لما ذكره قريشي، فإن السلطات القطرية أبلغت السلطات الإيرانية بأنه "فيما يتعلق بقناة (إيران إنترناشيونال)، إذا قدمتم وثائق يمكننا استخدامها كذريعة، فلن نسمح لهم بالدخول".

وقال أيضا إن إيران أعدت وثائق حول تغطية الاحتجاجات و"الاشتباكات" من قبل "إيران إنترناشيونال" لإرسالها إلى السلطات القطرية.

وأضاف قريشي في هذا الاجتماع: "علاقة قطر معنا جيدة. لقد قيل لنا إنه حتى لو قلتم إنه لا ينبغي أن تدخل أي علامة أو علم إلى الاستاد، فسوف نتعاون. الآن، يجب أن نرى كيف سيتصرفون عملياً".

خطة الباسيج لإنشاء خيام في قطر على غرار موكب الأربعين

وقال نائب قائد الباسيج إن مواطنين إسرائيليين اشتروا 15 ألف تذكرة للمشاركة في كأس العالم.

وأضاف قريشي أيضًا أن 22 ألف شخص من إيران اشتروا تذاكر للمشاركة في كأس العالم، لكن معظمهم ليسوا من مؤيدي النظام و"يذهبون من أجل الترف".

كما قال قريشي إن الحكومة لم تقبل اقتراح "الباسيج" بوجود 2000 من قوات هذا التنظيم في قطر، ولكن في الآونة الأخيرة تم تقديم "عدد" من التذاكر لعناصر الباسيج من أجل "الذهاب والمساعدة في السيطرة على الأجواء".

وأضاف: "خطتنا أن تكون لنا السيطرة على الفضاء العام ومساحة الملعب".

وبحسب ما قاله قريشي، فقد خطط "الباسيج" لإقامة خيام على غرار "المواكب". وتشير كلمة "موكب" إلى الخيام التي تقيمها مؤسسات النظام الإيراني خلال مراسم الأربعين، حيث يتم توزيع المواد الغذائية والترويجية.

وتُظهر وثيقتان أخريان لمجموعة "بلاك ريوارد" حصلت عليهما من اختراق وكالة أنباء "فارس"، نشرتهما "إيران إنترناشيونال"، أن مراكز الفكر ووسائل الإعلام التابعة للنظام خططت لاستغلال المنتخب الوطني قبل المونديال ومنعه من دعم انتفاضة الشعب الإيراني.

وتتضمن هذه الخطة تهديد وترغيب لاعبي منتخب إيران لكرة القدم، وإقامة احتفال بفوز الفريق، والاستعانة بمدرب المنتخب، كارلوس كيروش، لإدارة اللاعبين، والإعلان عن منع المقابلات مع وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج والترهيب من "الانفصاليين" والتنسيق مع قطر لتفادي أي عمل ضد نظام الجمهورية الإسلامية في هذه المسابقات.

وفي هذا الاجتماع، قال قريشي أيضًا إن المشجعين الذين تم إرسالهم من إيران للمشاركة في كأس العالم يجب أن يكونوا قادرين على "التأثير على الأجواء".

وأضاف: "قلنا إن هذه المجموعة وبعض صحافيي الباسيج يمكنهم القيام بالأمرين معا. يجب أن يقوموا بإعداد الأخبار وأيضاً رسم العلم على وجوههم، أو رفعه بأيديهم، أو ربطه على أذرعهم. لأنها ليست مجرد تذكرة. نحن نتحمل تكاليف أيضا. نقدم تذاكر الطيران والغذاء".
وفي الأيام الماضية، هددت القوات الداعمة للنظام الإيراني في قطر المشجعين المعارضين.

إلى ذلك، كان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قد أعرب، يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول)، عن قلق النظام الإيراني من التغطية الحرة للأخبار المتعلقة بالمنتخب الإيراني لكرة القدم، خلال مونديال قطر، وأمر خلال اجتماع مع الحكومة وزارة الخارجية بالعمل على منع المشاكل المحتملة للنظام في هذا الحدث الرياضي المهم، بالتعاون مع المسؤولين القطريين.