وزير الدفاع الفرنسي الأسبق: أخفقنا في مالي بسبب أخطاءنا في ليبيا

أقر وزير الدفاع الفرنسي الأسبق تشارلز ميلون، بأن بلاده أخفقت في طرد الجهاديين من مالي، بعد مرور 9 سنوات من التدخل العسكري، بسبب الوضع الليبي الذي تفجر في أعقاب تدخل الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، وعودة ما أسماها «النواة الصلبة» من ليبيا إلى العاصمة المالية باماكو.

وقال وزير الدفاع الفرنسي الأسبق، في مقابلة مع موقع «موندافريك» الفرنسي، الأحد، إن أخطاء فرنسا في مالي، التي بدأت مع شن ساركوزي حربًا في ليبيا، متابعا: «عندما سقط العقيد معمر القذافي، عاد الأزواد (الطوارق) المجندين في الجيش الليبي إلى بلدهم الأصلي مدججين بالسلاح؛ ليشكلوا، خاصة في شمال مالي، النواة الصلبة للجماعات الجهادية» وفق قوله.

وأردف ميلون: “من الأضرار الجانبية الأخرى، بعد إسقاط النظام الليبي، هو السماح لروسيا بدخول أفريقيا، لافتا إلى أن موسكو لديها الآن حقول نفط كبرى في ليبيا»، بحسب قوله.

وواصل: “الخطأ الآخر هو عدم خروج الجيش بسرعة لإخماد نيران «الجهاديين»، إذ كان ينبغي أن يتصرف كرجل إطفاء، وأن يستعد لخروجه بسرعة كبيرة، حيث كان يُنظر إلى الجنود الفرنسيين الذين تم الترحيب بهم في العام 2013 كـ«محررين»، لكن بعد 9 سنوات أصبح يُنظر لهم على أنهم «جيش احتلال»

واستطرد وزير الدفاع الفرنسي الأسبق قائلا: “الجنود الفرنسيين أصبحوا «كبش فداء» مناسبين للجيوش المحلية، التي سقطت في مواجهة الجماعات المسلحة، بينما قُتل جنودهم، قائلًا إنه «يشبه ما حدث في أفغانستان بالنسبة للأميركيين».

كانت قد خرجت أعداد من المواطنين الماليين في باماكو، السبت، للاحتفال بخروج الجنود الفرنسيين من البلاد في أعقاب تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، في القمة الأوروبية-الأفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بأن هذا الانسحاب الذي أعلنه الخميس سيتم «بطريقة منظمة».

وطلب المجلس العسكري الحاكم في مالي الجمعة، من فرنسا بأن تسحب «بلا تأخير» جنودها من البلاد، حيث ينتشر نحو 2400 عسكري فرنسي في مالي من أصل 4600 في منطقة الساحل.