عصيان واحتجاجات وإغلاق طرقات.. الغضب الشعبي يشتعل مجدداً في عدن

شهدت مدينة كريتر بعدن، اليوم السبت 4 ديسمبر 2021م، عصياناً مدنياً شمل مختلف المحلات التجارية، تنديداً بتفاقم الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني جراء انهيار العملة الوطنية المستمر.
 
قالت مصادر محلية لوكالة خبر، إن المحلات التجارية وأماكن تقديم الخدمات العامة في مدينة كريتر بعدن (جنوبي اليمن)، أعلنت حالة عصيان مدني شامل وأغلقت أبوابها أمام مرتاديها، استجابة لدعوات عشرات الشبان.
 
وأوضح عدد من الشبان، أن الدعوة إلى العصيان المدني جاءت عقب استمرار العملة الوطنية بالانهيار وتجاهل الحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعوات متكررة سبق وطالبوا بها لوضع معالجات اقتصادية جادة تعمل على إيقاف الانهيار الاقتصادي وتجنبا لانعكاساته الكارثية على ملايين المواطنين. 
 
وأفادوا أن أصحاب المحلات التجارية في مدينة كريتر استجابوا لدعوات العصيان التي تمثل مطلب جميع أبناء الشعب المتضررين دونما استثناء. 
 
في السياق، كشف ناشطون من أبناء عدن، قيام عدد من الشبان بنصب خيمة في أحد شوارع مدينة كريتر وتواجدوا داخلها، معلنين اعتصامهم حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم الشعبية، داعين بقية شبان المدينة إلى الانضمام للضغط على الحكومة بوضع خطط عاجلة تكفل إعادة قيمة العملة إلى ما كانت عليه قبل أربعة أعوام على أقل تقدير.
 
وفي مديرية الشيخ عثمان، شمالاً، قال شهود عيان، إن موجة احتجاجات شعبية واسعة، وإحراق الإطارات التالفة للمركبات وإغلاق الطرقات الرئيسية، اندلعت اليوم في مختلف شوارع المدينة، تنديداً بذات المطالب.
 
ومنذ مطلع العام 2019م، فقدت العملة الوطنية 300% من قيمتها مقارنة بالثلاث السنوات الماضية في مختلف المناطق اليمنية المحررة.
 
وكانت كشفت مصادر اقتصادية متعددة عن تغول الفساد في البنك المركزي والحكومة اليمنية، والاستثمار من الباطن عبر عدد من شركات ومنشآت الصرافة وحماية أخرى من الخضوع لقوانين قطاع البنوك بالبنك المركزي، معتبرة ذلك أبرز أسباب استمرار انهيار العملة. 
 
ومنذ انقلاب المليشيا الحوثية في سبتمبر 2014م وقيادة التحالف العربي في اليمن الحرب ضد المليشيا في مارس 2015م، فقد الريال اليمني ما يزيد عن 600%. 
وحتى يوم أمس الجمعة تجاوز الدولار حاجز الـ1700 ريال، بالتزامن مع ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين.
 
وينذر انهيار الريال بتداعيات قاسية ومدمرة على كافة المستويات الاقتصادية والمعيشية والإنسانية، الأمر الذي يؤدي لدخول البلاد بمرحلة مجاعة حقيقية بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مؤخراً.
 
وأعلنت جمعية الصرافين بعدن، اليوم السبت، بدء الإضراب في جميع شركات ومنشآت الصرافة تزامناً مع استمرار انهيار العملة الوطنية، إلا الإعلان لم تتجاوب معه بعض الشركات واستمرت بمزاولة أعمالها وسط مخاوف شعبية كبيرة من تلاعب تلك الشركات.