تحليل استخباراتي أمريكي يحذِّر: سقوط مأرب ينزع ما تبقى من شرعية هادي محلياً ودولياً

حذرت مؤسسة "جيمس تاون" الاستخباراتية الأمريكية من سقوط محافظة مأرب بيد الحوثيين، معتبرة أن خسارة المدينة الاستراتيجية ستؤدي إلى تعميق نزع الشرعية عن الرئيس اليمني هادي وحكومته، على الصعيدين المحلي والدولي.

وقال المعهد في تحليل للخبير الأمريكي مايكل هورتن، كبير محللي "جيمس تاون"، إن الحوثيين يشنون هجمات متعددة في مأرب لهذه الأسباب. وإن قيادة الحوثي تدرك أنه يجب عليها الاستيلاء على محافظة مأرب إذا كان لها أن تسيطر على شمال غرب اليمن، وتضمن جدواها الاقتصادية في المستقبل، حيث تشن هجمات متتالية منذ نحو عام باتجاه المدينة في محاولة للاستيلاء عليها.

وبعد هدوء نسبي في القتال، أصبح المتمردون الحوثيون، أقرب من أي وقت مضى من محيط مدينة مأرب. المدينة، وهي عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، هي أيضا العاصمة الفعلية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وتعد المحافظة أيضا موطنا للكثير من البنية التحتية مثل النفط والغاز في اليمن، وسيؤدي سقوطها إلى تعزيز سيطرة الحوثيين على شمال غرب اليمن. بحسب تحليل المؤسسة الاستخباراتية.
ورداً على الهجمات الحوثية، صعدت السعودية من وتيرة غاراتها الجوية وتدخلت لضمان تقديم المزيد من المساعدات إلى العناصر القبلية المتحالفة مع القوات الحكومية.

وأشار التحليل أنه بسبب المقاومة الشرسة من قبل رجال قبائل عبيدة، فشل الحوثيون في تطويق مدينة مأرب. كما واجهت قوات الحوثيين هجمات مرافقة من القوات والقبائل اليمنية وقبائل من محافظة البيضاء. واستهدفت هذه الهجمات خطوط إمداد الحوثيين إلى المواقع التي استولوا عليها حديثا جنوب مأرب.

ولتشديد الخناق على مدينة مأرب، بدأت قوات الحوثيين عملياتها في غرب شبوة في سبتمبر الماضي، بحسب التحليل. وإذا احتفظت جماعة الحوثيين بغرب شبوة، فستكون قادرة على إعاقة خطوط إمداد القوات الحكومية وحماية قواتها من خلال المناورة في مواقع جنوب شرق مدينة مأرب.

ويدرك الحوثيون أن الاستيلاء على مأرب سيكون مكلفاً عسكريا وسياسيا. وبالتالي، من المرجح أن يطوق الحوثيون المدينة.

واعتبر التحليل الأمريكي، أن هذه الخطوة ستزيد من إحراج قوات الحكومة الشرعية بينما لا تزال تترك لها لإدارة الأزمة الإنسانية التي ستنجم عن التطويق الجزئي أو الكامل.

وتعد مدينة مأرب والمستوطنات النائية موطناً لما لا يقل عن مليون نازح داخلياً. سيحد التطويق أيضاً من الأضرار التي تلحق بالمدينة وبنيتها التحتية. إذا تم الاستيلاء على المدينة بالقوة، فستفقد جماعة الحوثيين الفرصة لنيل ثقة النخب المحلية إلى جانبها.