مدرسة الترابي سياسة الاحتيال بأداء درامي

الأزمة الاقتصادية في تونس، وحجم المديونية التي وصلت إلى أرقام مهولة عجل المواجهة بين الناس والحزب، وقد كانت مؤشرات المظاهرات التي خرجت في العديد من المدن التونسية تقول ذلك.

قرارات الرئيس قيس سعيد أنقذت حزب النهضة، أعطته فرصة أن يتراجع خطوة إلى الوراء تفادياً لضربة في الرأس بمطرقة الشعب، كفيلة بإفقاده حضوره السياسي لعقود عديدة.

لقد أعطته قرارات قيس سعيد فرصة أن يتراجع خطوة إلى الوراء، مما يتيح له التخفف من عبء الكارثة الاقتصادية التي يتحمل وزرها، وكذلك أن يتقدم خطوتين إلى الأمام، متى وجد العبء الاقتصادي الذي شارك بالنصيب الأكبر في الوصول إليه-قد تراجع، بفعل تحمل الناس ورجالات رأس المال والدول المانحة والمتعاطفة في حلحلته...

راشد الغنوشي ابن المدرسة "الترابية" نسبة لحسن الترابي، وهي مدرسة الحيل السياسية، أو بلغة إخوان اليمن "فقه المزقاوة" مدرسة تتقمص دور المعتقل والضحية، كما حدث للدكتور حسن الترابي، حين رتب لانقلاب حسن البشير في السودان، وطلب من الانقلابيين اعتقاله لبعض الوقت مع بقية رؤساء الأحزاب الذين تم اعتقالهم!

ما يحدث في تونس أحال حركة النهضة نوعاً ما من موقع المدان سياسيا واقتصاديا وأمنيا إلى موقع المظلومية..
موقف أمير قطر وقناة الجزيرة في مجمله بدأ بالحياد، وهو حياد غير متوقع، مما يعني انحيازا مبطنا لقرارات قيس سعيد، ثم أصبح  منحازا بشكل صريح لتلك القرارات، من خلال التصريحات الرسمية لأمير قطر يومنا هذا.
أصبحت قناة الجزيرة تصف ما حدث للاقتصاد التونسي بأنه نتيجة سوء السياسة الاقتصادية والسياسية لحزب النهضة.

ليس هناك في دوحة قطر من يدين قرارات بن سعيد سواها توكل كرمان والصحفيين اليمنيين العاملين في قناة الجزيرة، من على صفحاتهم الشخصية، في مواقع التواصل، وقد بدأت بوصلتهم اليوم بالتراجع عن حديثهم، مستخدمين لغة فيها ادعاء للحكمة والنأي بالنفس، بعد تصريحات أمير قطر اليوم!

موقف نائب رئيس حزب النهضة وقيادات في الحزب مع خارطة طريق، والانفتاح على كل الخيارات التي ستفضي إليها الحوارات السياسية، بل وحوار بين حزب النهضة والرئيس قيس سعيد، وهو توجه مجمع عليه من الطرفين!

وقوف رئيس حزب النهضة، رئيس البرلمان راشد الغنوشي في الثانية والنصف ليلا أمام بوابة مجلس النواب، طالبا من الجيش والأمن السماح له بالدخول وعقد جلسة برلمانية، أو جلسة لمكتب النواب، أعطى وسرب شعورا للناس بمظلومية الحزب، الذي منع نوابه ورئيسه من تمكينهم الدخول إلى مبنى المجلس، بعد أن كان غضب الجماهير في اليوم السابق في مواجهة صفرية تطالب باجتثاث الحزب واتجهت لإحراق مقراته...

معالجة الرئيس قيس سعيد لملف الفساد، يوحي بصفقة وتطمين للفاسدين، والمتهربين من دفع الضرائب، مقابل إسهامهم في معالجة الأزمة الاقتصادية، التي سيتحمل أعباءها عديد أطراف محلية بما في ذلك غالبية الشعب، وكذلك ما ستحصل عليه تونس إقليمياً ودولياً من مساعدات...

*صفحة الكاتب على الفيس بوك