"مخاوف من زوارق "الهجوم السريع".. واشنطن "تضغط" على كوبا وفنزويلا لإبعاد سفينتين إيرانيتين

تسعى الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية الخاصة إلى حث حكومتي فنزويلا وكوبا على إبعاد سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية يعتقد أنهما تحملان أسلحة بهدف نقلها إلى كراكاس، بينما تشقان طريقهما عبر المحيط الأطلسي نحو فنزويلا، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين نقل عنهم موقع بوليتيكو.

وكانت بوليتيكو قد ذكرت قبل أيام أن مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة يعتقدون أن السفينتين متجهتان نحو فنزويلا، بعد أن تابعت الوكالات المعنية حركتهما جنوبا بمحاذاة الساحل الشرقي لقارة أفريقيا ثم اتجاههما نحو المحيط الأطلسي.

كما تعتقد واشنطن بأن السفينتين محملتان بمعدات عسكرية.

وقال مسؤولان دفاعيان ومسؤول في الكونغرس للصحيفة، الأربعاء، إن البيت الأبيض يضغط على كاراكاس وهافانا عبر القنوات الدبلوماسية لعدم السماح للسفينتين بالرسو في بلديهما. وقال المسؤول بالكونغرس إن مسؤولي إدارة الرئيس، جو بايدن، يتواصلون بشكل استباقي مع الحكومات الأخرى في المنطقة للتأكد من أنها سترفض استقبالهما.

في غضون ذلك، تحاول كاراكاس الاستفادة من الوضع للتخفيف من العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على الوضع. وأبلغ الوسطاء الأميركيون المسؤولين الفنزويليين أن السماح للسفينتين بالرسو سيضعف فرصة قيام الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات على البلاد.

ومع ذلك، فإن طهران تمضي قدما في الرحلة على أمل الضغط على كاراكاس للسماح للسفينتين بالرسو، وفقا لمسؤول دفاعي.

ولدى وكالات الاستخبارات الأميركية أدلة على أن "مكران"، وهي واحدة من السفينتين المتجهتين بحرا إلى فنزويلا، تحمل قوارب "هجوم سريع" من المحتمل أن تكون معدة للبيع لفنزويلا، وفقا لمسؤول دفاعي ثان وشخص آخر مطلع على المعلومات الاستخبارية بشأن القضية.

وكان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قد حذر، الأسبوع الماضي، من أن تسليم أسلحة جديدة "سيكون عملا استفزازيا وتهديدا لشركائنا في هذا النصف من الكرة الأرضية". وأضاف أن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في "اتخاذ التدابير المناسبة، بالتنسيق مع شركائنا، لردع تسليم أو نقل مثل هذه الأسلحة".

وكان المسؤولون الأميركيون يراقبون تقدم السفينتين، خلال الأسبوعين الماضيين من الخليج، أسفل الساحل الشرقي لأفريقيا، حول رأس الرجاء الصالح، وهما تتجهان الآن إلى الشمال الغربي عبر المحيط الأطلسي. وترافق "مكران"، الفرقاطة "سهند" الإيرانية، وفق التقرير.

اكتمال نصف الرحلة

وحتى صباح الأربعاء، أكملت السفن أكثر من نصف الرحلة من إيران إلى فنزويلا، وكانت تبحر ببطء إلى الشمال الغربي على بعد أكثر من 1600 كيلومتر من كيب تاون بجنوب أفريقيا، وفقا لمسؤول الدفاع الثاني الذي تم إطلاعه على الموقف. 

وقالت بوليتيكو: "هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها البحرية الإيرانية حول رأس الرجاء الصالح أو تصل إلى هذا الحد عبر المحيط الأطلسي".

وأوضح فرزين نديمي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن قلقه الأكبر هو أن التسليم المحتمل لزوارق الهجوم السريع إلى فنزويلا سيشمل التدريب. وقال: "إذا ساعدت إيران فنزويلا في تطوير تكتيكات مماثلة لتلك التي يمارسها الحرس الثوري في منطقة الخليج فقد يكون لذلك تداعيات خطيرة في المستقبل".

وذكرت صحيفة بوليتيكو أن زوارق الهجوم السريع الإيرانية تحرشت مؤخرا بقواطع خفر السواحل الأميركية في الخليج. 

وقالت كريستين فونتروز، الزميلة في المجلس الأطلسي، والمسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي خلال إدارة ترامب إن انتهاء حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران يعني زيادة الصادرات والواردات من المعدات العسكرية، بعد أن أصبحت طهران "حرة" في فعل ذلك.

وتابعت: "قد يكون هذا هو النقل الأول من بين العديد من عمليات نقل (الأسلحة) التي سنراها. إنه يسمح لإيران بتسليح الحكومات الفاشلة أو الجماعات التي تعمل لصالحها وجعلها أكبر حجما مما يمكنها أن تفعله ... يقومون بإنشاء أتباع لهم في جميع أنحاء العالم قادرين على تهديد المصالح الأميركية".