فورين بوليسي: استفزازات صغيرة من الصين قد تسبب صراعا كبيرا

توقع تقرير لـ مجلة فورين بوليسي أن "اتصالا أكثر توترا" سيحدث مع الجيش الأميركي خاصة مع سوء العلاقة بين البلدين "وتصاعد الخطاب وخطر سوء التقدير " لما يحدث هذه الأيام.

وتساءل التقرير عن إمكانية أن يدفع "قائد عسكري صغير" كامل الجيش الصيني إلى الدخول في حرب، كما حدث في العام 1969 حينما كاد نزاع بين الجيشين الصيني والسوفيتي في جزيرة تشنباو، وهي ضفة متنازع عليها بين البلدين آنذاك، أن يؤدي إلى معارك نووية.

وقالت المجلة إن هناك من يعتقد أن لين بياو، الجنرال الصيني الأرفع في المنطقة بدأ الهجوم الذي امتد ليصبح مواجهات دامت أسابيع.

كما أن النزاع الحدودي الأخير مع الهند، والذي أدى إلى مقتل أربع جنود صينيين وعشرين هنديا في يونيو الماضي قد يكون مثالا على الإمكانية الكبيرة لتصاعد النزاعات الصغيرة إلى نزاعات كبيرة.

فورين بوليسي تحدثت عن مخاوف من اندلاع نزاع بسبب "قادة عدوانيين" في الجيش الصيني

وقالت فورين بوليسي إنه على الرغم من أن الصين بدأت خطوات منسقة لتعزيز قوتها في الشريط الحدودي مع الهند قبل التصادم الأخير، ووجود مشاكل داخلية في الحزب الشيوعي الصيني قد يكون الرئيس شي جينبينغ حاول تعزيز سلطته وعزل المعارضين له من خلال استغلال التوتر العسكري، فإن الغارات التي سبقت المصادمات مع الهند "غير مربحة سياسيا" وقد تكون مدفوعة "بضباط محليين عدائيين".

وقالت الصحيفه إنه "في عام 2014، بدا الرئيس الصيني غير مدرك بأن قواته قد عبرت إلى الأراضي التي تسيطر عليها الهند قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي".

كما أن "عمليات تطهير طالت الضباط والقادة وعمليات إعادة تنظيم وحدات جيش التحرير الشعبي على الحدود في عام 2018 أعطت الانطباع بأن جيش التحرير الشعبي كان يتصرف بشكل مستقل عن سيطرة الحزب".

وقال موقع NPR  الأميركي إن الولايات المتحدة تناقش إمكانية اندلاع نزاع في جزر غوام التي تخضع للسيادة الأميركية، والتي تتعرض باستمرار لتهديدات من كوريا الشمالية.

وقال الموقع إن التهديد هذه المرة قد يكون قادما من الصين، التي تعلن عن أسلحة وطائرات "يبدو كأنها مصممة لغوام".

وتقول فورين بوليسي إن على الولايات المتحدة، التي تقترب قواتها البحرية والبرية من الصين بشكل "خطير" في أماكن متفرقة من العالم التحسب لأحداث مشابهة "حيث قد يكون لأعمال الوحدات الصغيرة والمعزولة آثار عالمية، لأنها ستصبح شائعة بشكل متزايد مع وصول التوترات مع بكين إلى آفاق جديدة."

وبحسب فورين بوليسي، يوجه المندوبون السياسيون جهود الحرب النفسية ضد تايوان وكذلك يقودون الدعاية السياسية للصين في بحر الصين الجنوبي، ولكن من المرجح أيضا أنهم "متورطون في تحركات استفزازية مثل المناورة الخطيرة للسفن ردا على تحركات الولايات المتحدة الملاحية والمواجهات على طول الحدود الصينية الهندية".

البحرية الصينية أجرت مناورات "خطيرة" قرب مناطق البحرية الأميركية في المحيط الأطلانطي

وركز تقرير فورين بوليسي على "احتمال حدوث استفزازات" بسبب ما يسمى بـ "القادة المارقين"، وكذلك احتمال حدوث خطأ بشري، لأنه "على المستوى التكتيكي، لا توجد طريقة للتمييز بين الاستفزاز الموجه من قبل الحزب الشيوعي الصيني ونزوات القادة المحليين".

وقالت الصحيفة إنه "عندما تكون بكين واثقة من قدرتها على السيطرة على التصعيد أو ضمان نتيجة معينة، فإنها ستنخرط في سلوك محفوف بالمخاطر على نحو متزايد"، حتى وإن كان "الحزب الشيوعي الصيني حذر قواته من إطلاق الرصاصة الأولى مع الولايات المتحدة".

وبحسب موقع Military العسكري الأميركي فإن قادة في الجيش طالبوا البيت الأبيض بتعزيز وجود المدرعات في منطقة المحيط الهادئ "لمواجهة الوجود العسكري الصيني الضخم في تلك المنطقة".

قبلها بيومين، كان نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية شو تشيليانغ يدلي بتصريح استفزازي حول احتمال نشوب حرب مع الولايات المتحدة، وقال تشيليانغ نقلا عن  رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية، أن "الحرب مع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه"، في سابقة خطرة لحرب التصريحات بين البلدين بحسب الموقع  الذي قال إن "جنرالات أميركيين يتوقعون أن تبدأ الصين بالضربة الأولى لأنه إذا كنت متأكدا لهذه الدرجة من نشوب حرب، فستقوم بالتأكيد بإطلاق أول رصاصة".