اختراق ديني وديموغرافي.. "فورين بوليسي" تكشف خطة إيران بسوريا

ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن إيران تنحت تغيرات ديموغرافية ودينية لتحويل سوريا إلى منطقة نفوذ دائم.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير الأربعاء، إنه" قبل عقود، كان الرئيس السوري السابق حافظ الأسد أول المعترفين بنظام الخميني في إيران، لكنه كان حريصا على ألا يسمح له بالتوسع في سوريا".

لكن طهران "استغلت عقدا من الحرب الأهلية في سوريا لتوسيع نفوذها الديني في البلد العربي، والظهور كممثل للشيعة في المنطقة بأكلمها عبر دعم نظام بشار الأسد"، وفق تقرير فورين بوليسي.

وذكر التقرير أن "الأسد منح إيران حرية التصرف في المناطق التي تسيطر عليها في بلاده الآن".

وأوضحت فورين بولسي أن "إيران تمكنت من تعزيز نفوذها في المنطقة في السنوات الأخيرة من العراق وسوريا إلى لبنان".

وتتبع إيران خطة ممنهجة لاستمالة السنة في سوريا، إذ تقوم بتوزيع الأموال على السوريين المحتاجين، وتفرض المناهج الدراسية لها في المعاهد الدينية، وتمنح المراهقين منح للدراسة في الجامعات الإيرانية، فضلا عن رعاية صحية مجانية، وسلال غذاء، ورحلات إلى المواقع السياحية لتشجيع التحول إلى المذهب الشيعي"، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ووفق فورين بوليسي، فإن مثل هذه الإجراءات الصغيرة ليست باهظة التكلفة، لكنها يمكن أن تؤثر كثيرا على نظرة فقراء سوريا إلى إيران.

وبالإضافة إلى التودد للفقراء، أعادت إيران ترميم الأضرحة القديمة وشيدت أضرحة جديدة في سوريا، كما لو كانت تحاول إعادة كتابة التاريخ الديني لسوريا والاحتفاظ بمجال نفوذها فيها، وفق المجلة الأمريكية.

وحصلت الميليشيات الإيرانية على مساعدة كبير من النظام السوري في هذا الإطار، بموجب مرسوم الأسد رقم 10 الذي يسمح للإيرانيين بشراء منازل السوريين الذين هاجروا إلى أماكن أخرى خلال الحرب، إذ استولى عناصر المليشيات الإيرانية على ممتلكات السوريين وجلبوا عائلاتهم من العراق ولبنان للاستقرار داخل سوريا.

ويقول خبراء سوريون إن هذا الاختراق الديموغرافي والثقافي والديني يهدف إلى تمكين إيران من المطالبة بالسلطة السياسية نيابة عن المسلمين الشيعة في سوريا.

وعلى عكس لبنان والعراق، فإن سوريا ذات أغلبية سنية، وهذا يجعل الاختراق الديموغرافي والثقافي مهمة شاقة للنظام الإيراني. لكن إيران لم ترتدع، بحسب الصحيفة الأمريكية.